وقالوا اما وقد رجعت لنا المعونة من مصر فاننا لا نبتغي بابن عمنا بديلا وبذلك عاد الدعاء للفاطميين.
ولم يستمر نجاح الفاطميين طويلا لأن سلار الحج العراقي ما لبث ان عاد في موسم 468 يحمل الى ابي هاشم عروضا جديدة منها ان يروجوه من اخت جلال الدولة في العراق وان يمنحوه عشرين الف دينار كتعويض عما فات من السنين الماضية فقبل ابو هاشم وخطب للعباسيين (1).
وهكذا ظل العباسيون والفاطميون يتناوبون استرضاء ابي هاشم أمير مكة بالهدايا والاموال عدة سنوات الى ان كان عام 484 حيث رأى العباسيون ان الفاطميين استطاعوا ان يستميلوه اليهم فقر روا ان يعاملوه بالعنف فارسلوا قوة من التركمان لقتال مكة فقاتلها ابو هاشم قتالا عنيفا ثم يئس من النصر ففر الى بغداد ، ولعله اراد بذلك ان يسترضي العباسيين (2) ويشير الفاسي (3) الى غير ذلك من الحوادث فيذكر ان السنيين وهم اتباع بغداد ، والشيعيين وهم اتباع الفاطميين في مصر اشتبكوا عدة مرات في موسم الحج اثناء هذه السنوات وكان كل فريق يحاول استخلاص الخطبة له وان الظفر كان سجالا بين الفريقين.
والذي نستخلصه من جماع ما تقدم ان مكة عادت تدعوا للعباسيين في عهد ابي هاشم بعد ان قطعت نحو مائة سنة ، وان الفاطميين بذلوا في سبيل استرجاع الدعاء لهم كثيرا وان الظفر بين الفريقين كان سجالا.
पृष्ठ 235