رضيناه فلما انتهى اليهم وأخبروه قال صلى الله عليه وسلم هلم الي ثوبا فأخذ الثوب فوضع الحجر فيه بيده ثم قال لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم رفعوه جميعا ففعلوا حتى إذا بلغوا موضعه وضعه هو بيده ثم بني عليه.
وظلوا على عملهم في البناء حتى أتموا البيت في ارتفاع ثمانية عشر ذراعا أي بزيادة تسعة أذرع عما كان بناها ابراهيم عليه السلام ، وكان الحجر ضيقا في عهد ابراهيم فوسعوه بما نقصوه من عرض الكعبة ورفعوا بابها في مصراع واحد ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا وكبسوها بالحجارة وكانت في عهد ابراهيم غير مسقوفة فاتخذوا لها سقفا وجعلوا لها ميزابا لتصريف مياه المطر (1).
* النواحي العامة في عهد قريش
** الناحية العمرانية :
كنا في حديثنا عن جرهم وقطورا أشرنا الى أن العمران في مكة لم يزد عن مضارب من الشعر كانت تتلاصق أو تتباعد في حواشي الوادي وبين ليات جباله ، وما أطل العهد الذي ندرسه عهد حكومة قريش حتى كانت المضارب من الشعر قد حلت محلها البيوت مرصوصة بالحجر أو مبنية بالطين والحجر فيما يحاذى المسجد أو بالطين النى وحده على حوافي الأباطح في أعلى مكة أو على شواطىء المسيل في أسفلها.
** بناء البيوت وتبويبها :
وكان سعيد بن عمرو السهمي أول من بنى بيتا بمكة وقد قيل فيه :
पृष्ठ 37