मक्का का इतिहास

अहमद सिबासी d. 1404 AH
124

2 يذكر مؤرخو مكة أن ابن الزبير عندما فلق الطريق الذي نسميه اليوم «الفلق» كما سيأتي كان غرضه أن تتصل بيوته في نواحي سويقة ببساتينه من ذلك الطريق فتعين لدينا أن بساتينه لا تبعد عن الفلق كثيرا وأن المتوقع أن يكون موقعها في الحلقة أو بالقرب من ذلك لأن الحلقة كانت موقع بساتين ولا يزال آثار ذلك بجانبها الى اليوم فاذا صح أن بساتينه في الحلقة أو ما يقرب منها فاننا نستبعد أن يكون عمران مكة ينتهي الى ما يسامت البساتين لأن المعروف في تخطيط المدن العربية في العادة أن تقع بساتينها في ضواحيها ولما كان عهد ابن الزبير متصلا بعهد الأمويين فان المظنون ان بساتينه كانت تقع في ضاحية مكة وأن العمران ينتهي بعيدا عن بساتينه بنحو مائة متر وهو ما يتفق مع موقع المسجد الموجود خلف عمارة شركة الكهرباء اليوم لهذا فالأوفق أن يكون مسجد الراية وبئر مطعم هما الموجودان اليوم أمام شركة الكهرباء في الجودرية حيث كان ينتهي عمران مكة في عهد الأمويين.

ولا أعتقد أن العمران تجاوز من الجهة الأخرى الشبيكة لأن حدود حارة الباب لم تعمر الا بعد هذا العهد كما سيأتي في حينه ، ولم يكن لمكة في هذا العهد سور لأن المفهوم من سياق ما ذكره التقي الفاسي أن العمران في هذا العهد تجاوز السور الذي عرفناه في العهد الجاهلي بالقرب من المدعاة فهدم السور وظلت مكة على ذلك الى أن سورت في المعلاة في عهد قتادة كما سيأتي.

على أننا لا نعني بتحديد العمران في مكة في هذا العهد التحديد المتبادر الى الذهن لأن المعروف أن كثيرا من السكان كانوا يسكنون الى مسافات تتجاوز هذه الحدود فشعب عامر كان مسكونا في العهد الجاهلي وكذلك كانت الحجون

पृष्ठ 144