तारीख मदीनत हुथ
روائع البحوث في تاريخ مدينة حوث
शैलियों
وقفة وتأمل مع الأكوع
قوله: (من العاملين بالسنة)، فذلك مما لا شك فيه كما قدمنا ذلك؛ لكن الأكوع لا يريد بلفظة السنة ما نريد وما قدمنا، إذا فماذا يريد بالسنة؟ إنه يريد بها مخالفة أهل البيت، وشيخنا وهو أحد أئمة وعلماء أهل البيت" يرى أن السنة مذهب أهل البيت ويدعو الناس إلى الإلتفاف حول أهل البيت، وإلى وجوب نصرتهم، إذ هم" الحاملون للسنة الشريفة المبلغون لها، وهذا الذي يقوله شيخنا أيده الله هو الذي نقوله ونؤمن به، وهذا بعينه لا يرضاه الأكوع، إذ مراده وكما ذكرت معاداة أهل البيت" والبغض لهم، إذ هذا هو عمل الأكوع في هذا الكتاب وغيره، فقد ملأ الكتاب بالسب والثلب والطعن في أعراض أئمة الآل كالمنصور بالله وغيرهم، حتى إنه كان يتطاول إلى إنكار كتبهم ومؤلفاتهم، وقد وبخ القاضي بردود عديدة من العلماء العاملين، إذا فلماذا تلفظ الأكوع بنسبة ذلك إلى شيخنا أيده الله؟لعله يريد بذلك سنة الرفع والضم كما صرح بذلك في تراجم بعض العلماء، وكما سيأتي في ترجمة العلامة زيد بن يحيى بن عبد الله بن أمير الدين رحمهم الله أنه ممن نصر العمل بالسنة في الضم والرفع ونحوها، وهو بهذا قد حصر السنة في مسائل فرعية، لكن أأكد أنه لا يريد ذلك هنا أبدا، لماذا؟!! لأنه لم يقل ذلك في تراجم مشائخ شيخنا أيده الله، كالقاضي العلامة محمد بن علي البدري، والوالد العلامة الحسن بن قاسم السراجي رحمهم الله، وهما يقولان بذلك، فإن قلت: فما يريد الأكوع إذا؟
पृष्ठ 155