36...كانت اقامته بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة، ومروا على خيمة أم معبد (1) الخزاعية في قديد (2) وكانت امرأة برزة جلدة تحتبى وتجلس بفناء الخيمة أو القبة ثم تسقى وتطعم فسألوها تمرا ولحما ليشتروه فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك واذا القوم مرملون مسنتون.
فقالت لو كان عندنا في بيتى ما أعوزكم القرى، فنظر النبى صلى الله عليه وسلم الى شاة في كسر خيمتها فقال ما هذه الشاة يا أم معبد؟ فقالت شاة خلفها الجهد عن الغنم.
فقال: هل بها من لبن؟ فقالت هى أجهد من ذلك قال صلى الله عليه وسلم: أفتأذنين لى أن أحلبها؟ قالت: نعم بأبى أنت وأمى ان رأيت بها حلبا، فدعى النبى صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله تعالى وقال اللهم بارك لها في شاتها فتفاجت ودرت واجترت فدعى النبى صلى الله عليه وسلم باناء ينهض الرهط فحلب فيها حتى علاه اليها، ويروى الثمال فسقاها فشربت حتى رويت (ق20) وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم، وقال ساقى القوم آخرهم شربا، فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى رضوا ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء ثم عاده عندها ثم ارتحلوا عنها بعد أن بايعها.
فقل ما لبث ان جاء زوجها أبو معبد (3) اكتم بن أبى الجون يسوق أعنزا عجافا تساوكن هؤلاء ويروى تساؤك هزلا، فلما رأى أبو معبد اللبن وقال من أين لك هذا أم...
पृष्ठ 36