आर्थिक सिद्धांतों और यूरोपीय प्रणालियों के इतिहास पर व्याख्यान
محاضرات في تاريخ المبادئ الاقتصادية والنظامات الأوروبية
शैलियों
وسوف ترون أن كارل ماركس عالم الاشتراكية هو ابن روحي لريكاردوا، أو بعبارة أخرى أشد أتباعه تعلقا بمبادئه، وأقدرهم على تفسيرها وتنفيذها.
مالتوس
اشتهر مالتوس أولا برأي في نمو السكان نتكلم الآن عليه بإسهاب، وقبل ذلك أقول كلمة عن تاريخه، ولد مالتوس هذا في أواسط القرن الثامن عشر عام 1766، وكان أبوه غنيا فاختلط بعلماء عصره وفلاسفته أمثال هيوم الإنكليزي وجان جاك روسو، وبعد أن تخرج مالتوس من مدرسة كامبروج الجامعة اشتغل بالدين، فصار قسيسا بروستانتينيا ثم ألف كتبا كثيرة في الاقتصاد، وأشهرها كتابه عن السكان واسمه مقالة عن قانون نمو السكان وتأثيره في تقدم الهيئة الاجتماعية، وقد توفي عام 1836، وكانت لمؤلفاته آثار نافعة في أبناء وطنه ومعاصريه، فقد ذكر داروين العالم الطبيعي الإنكليزي الذي قال بمبدأ النشوء والترقي في مقدمة كتابه، أن الفضل راجع إلى مالتوس في إظهار مبدأ التنازع في سبيل الحياة، الذي هو مظهر من مظاهر الاختيار وبقاء الأنفع، وهذا المبدأ العلمي هو بلا نزاع أشهر المبادئ العلمية، التي ظهرت في القرن التاسع عشر بقطع النظر عن ثبوته أو نقضه.
ففي عام 1793 كتب مؤلف إنكليزي اسمه جودوين كتابا اسمه العدل السياسي
political justice
قال فيه: إن أحسن الحكومات لا تأتي بالنتيجة المطلوبة من تقدم الأمة، ولكنه أظهر ثقة عظيمة في مستقبل الإنسانية، وقد سار جودوين هذا مع خياله شوطا بعيدا، فزعم أنه سيأتي يوم تكون فيه الحياة الاجتماعية محركة بالعقل لا بالحواس، فيقف النسل ويخلد الإنسان؛ أي يعيش على الأرض إلى الأبد.
وفي عام 1794 ظهر كتاب لعالم فرنسوي آخر اسمه كوندورسيه قال فيه إن العالم يسير نحو السعادة البشرية المطلقة، وإنه ليس هناك خطر يتهدد الحياة الإنسانية، وأنتم ترون أن هذين العالمين قالا بآراء المستبشرين، بل إن كوندورسيه قال إن الإنسان سيصل بالعلم إلى درجة قصوى، فإنه إن لم يفز في القضاء على الموت، فسوف يفوز في إقصائه عن الإنسان ومد الآجال إلى اللانهاية.
عند ذلك ظهر كتاب مالتوس الغريب، وقد جعله ردا على أقوال هذين العالمين، وقال إن مصدر الخطر هو تقدم الإنسان، وتمكنه بالعلم من الموت إقصاء ومد الآجال، بل هذا هو الخطر الأكبر والعقة التي لا يمكن التغلب عليها، وقد أبان مالتوس رأيه بعملية سوسيولوجية عجيبة أثبتت نمو عدد السكان نموا مهولا لو ترك النسل وشأنه، وأبان كذلك النسبة المنحطة التي تخرج بها المحصولات، التي يحتاج إليها الإنسان في قوام حياته، وقال: إن النسل ينمو بنسبة هندسية أي نسبة: 1 2 4 8 16 32 64 128 ...
والمحصولات الغذائية تنمو بنسبة حسابية: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 ...
وقد ثبت لعلماء علم الحياة صدق النسبة الأولى، فقد علم أن المرأة غير العاقر يمكنها أن تحمل عشرين مرة قبل نهاية مدة الخصب النسلي، وقد يزيد العدد فلم يبالغ مالتوس مطلقا في هذا الرأي.
अज्ञात पृष्ठ