इस्लामी इतिहास: बहुत छोटा परिचय
التاريخ الإسلامي: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
يجب على العرب والمسلمين حيثما كانوا أن يقاطعوا كل الشركات المنحازة للصهاينة ... إن المقاطعة سلاح فعال من أسلحة الحرب قديما وحديثا. وقد استخدمه المشركون في العهد المكي في محاربة النبي
صلى الله عليه وسلم
وأصحابه، فآذاهم إيذاء بليغا حتى أكلوا أوراق الشجر. كما استخدمه بعض الصحابة في محاربة المشركين في العهد المدني.
لا يعني رد القرضاوي أن المقاطعة جزء إلزامي من السنة، بل يقول إنها أثبتت فاعليتها تاريخيا. المغزى هنا أن التاريخ الذي يستند إليه هو من سيرة النبي، لأنها المرجع الأول لأولي الأمر السنة الذين يبحثون عن إجابات تقليدية لأسئلة معاصرة، ولأن لها صدى واسع النطاق. على نحو مماثل، حينما سعى الإسلامي البارز سيد قطب إلى نزع الشرعية من أولي الأمر المسلمين والمجتمعات الإسلامية في زمنه، أشار إليها بأنها تمثل «الجاهلية»، في إشارة متعمدة إلى العصر الذي انطلقت منه رسالة محمد وبزغ منه نجم الإسلام.
في بعض هذه الحالات، يصعب التمييز بين الأهمية «الدينية» و«السياسية» للتاريخ الإسلامي، لأن أي أهمية سياسية نتجت عن حياة محمد والسلف ترتبط ارتباطا مباشرا بمكانتهم الدينية بين شعوب متدينة. لكن هناك وسائل يمكن استغلال التاريخ الإسلامي من خلالها على يد أناس ذوي مؤهلات دينية قليلة أو ذرائع للتأثير على المسلمين الذين لا يكترثون لأمر الدين (أو من ليسوا مسلمين من الأساس) مثلما سنرى الآن.
هوامش
الفصل السابع
الأهمية السياسية للتاريخ الإسلامي
كثيرا ما يقال إن أحد أهم الاختلافات بين الغرب المسيحي-اليهودي والإسلام أن الإسلام لم يألف فصل «الدين» عن «الدولة»، على الرغم من أن هناك كتبا كثيرة تتناول مثل هذه القضايا، فهذا الكتاب ليس واحدا منها. كل ما يمكن قوله إن الأمور ليست بهذه البساطة؛ فبدءا من القرن العاشر (إن لم يكن قبل ذلك) كان هناك تمييز فعلي بين الإدارات المعنية بالشئون الدينية على صعيد والمعنية بالشئون الحكومية على الصعيد الآخر، مع وجود مجموعات مختلفة تدعي السلطة وتمارسها على كل صعيد. ربما يتداخل الصعيدان أحيانا - فشن الجهاد مرتبط بالدين والحكومة معا - لكن يظل التمييز بينهما قائما بصورة عامة. والواقع أن هذا الفصل بين «الدين» و«السياسة» هو ما يسعى الإسلاميون إلى إلغائه، وهو أيضا الذي حدد نسق هذا الكتاب؛ فقد تناول الفصل السابق تأثير التاريخ الإسلامي على الشئون الدينية، بينما يتناول الفصل الحالي تأثيره على الشئون السياسية.
جميع الناس يفكرون في علاقتهم بالماضي (حتى لو كان ذلك بدافع رفض الماضي فحسب)، والمسلمون ليسوا استثناء؛ فعندما شبه أسامة بن لادن الغزو الأمريكي للعراق بغزو المغول للمنطقة في الخمسينيات من القرن الثالث عشر، كان يضرب على وتر تاريخي لم يتوقف عن الاهتزاز طيلة 750 عاما مضت. لقد دام تدمير المغول للخلافة العباسية في الذاكرة الجمعية للأمة مثلما هو الحال مع موقعة هاستنجز (1066) لدى البريطانيين، ولا عجب أن الناس يتذكرون الأحداث المهمة. ما يميز وضع التاريخ الإسلامي بين المسلمين ليس فقط أن الأحداث الكبرى واللحظات المحورية في التاريخ مألوفة ومثيرة للذكريات لدى المسلمين في كل مكان، بل الأمر نفسه يمتد إلى الكثير من تفاصيله (العشوائية غالبا). علاوة على ذلك، فإن التقدير الذي يحظى به التاريخ في المجتمعات الإسلامية قد أدى إلى نشره في سياقات سياسية جمهورها المستهدف من غير المسلمين، وهو ما سنوضحه أدناه.
अज्ञात पृष्ठ