इस्लामी इतिहास: बहुत छोटा परिचय

इनास मघरिबी d. 1450 AH
31

इस्लामी इतिहास: बहुत छोटा परिचय

التاريخ الإسلامي: مقدمة قصيرة جدا

शैलियों

بوجه عام، تشكل المذهب الشيعي أيضا بفعل التاريخ، ولكن بطرق مختلفة وبقدر مختلف. فبدءا من القرن التاسع وحتى نهاية القرن الثامن عشر، مال الشيعة الاثنا عشرية إلى التصوف بينما سعى شيعة آخرون (وأشهرهم الإسماعيليون) وراء النفوذ السياسي باسم الأئمة الأحياء. أما هذه الأيام فالشيعة الاثنا عشرية المتمركزون في جمهورية إيران الإسلامية هم الذين يمثلون الفاعلية الشيعية (لاحظ السيف الذي يتوسط العلم الإيراني، وأنهم تولوا الحكم عن طريق ثورة اندلعت عام 1979)، بينما الإسماعيليون هم الأكثر تصوفا في الغالب.

هذا التغير في موقف الشيعة الاثني عشرية تجاه النفوذ السياسي يرتبط بمواقف الشيعة من التاريخ الإسلامي المبكر. لقد حاز العلماء الشيعة في أواخر القرن السابع عشر في ظل غياب حكام أقوياء في الأراضي الصفوية قدرا كبيرا من النفوذ فيما يتعلق بشئون الدولة. ومع سقوط الصفويين في القرن الثامن عشر، نشب جدال بين فرعين من الشيعة؛ رأى «الإخباريون» أنه حتى عودة الإمام الثاني عشر يتعين على المسلمين اتباع القرآن والسنة التي تشتمل في نظرهم على سوابق حددها محمد وأئمة الشيعة المعترف بهم (حسبما ورد في أحاديث الشيعة). ومن ثم فهم يرون أن التاريخ الذي يصف أقوال السلطات الشيعية وأفعالها (السلف الشيعة) له علاقة مباشرة بممارسة الإسلام. أما خصومهم فكانوا الأصوليين الذين قالوا إن ممارسات الشيعة الحالية لا بد أن تعتمد على اجتهاد كبار العلماء. ومع نهاية القرن الثامن عشر، فاز «الأصوليون» في هذا الجدال، والشيعة الأصولية هي المسئولة عن قيام الثورة الإيرانية في نواح عدة؛ فانتشار المجتهدين أدى إلى إيجاد تسلسل هرمي لرجال الدين على رأسه آيات الله العظمى الذين كان من بينهم آية الله الخميني، أشهر رموز الثورة. ويقول البيان غير الرسمي للثورة - وهو كتاب للخميني بعنوان «الحكومة الإسلامية: ولاية الفقيه» - إنه من أجل ضمان ممارسة المسلمين الإسلام الحق، لا بد أن يعيشوا في ولاية إسلامية يحكمها فقيه مجتهد بارز. وبعد نجاح الثورة، صار آية الله الخميني أول هؤلاء الحكام.

إن الاعتماد على المجتهدين الأحياء يقلل بالضرورة من تأثير السنة على الإسلام الشيعي، فضلا عن أن الفهم العام بين الشيعة بأن مسار التاريخ قد تعرض للتضليل منذ أن جرى تخطي علي في مسألة الخلافة بعد وفاة محمد، قد قلل من دور التاريخ الإسلامي في تحديد الممارسات الشيعية. رغم ذلك، ثمة طريقتان ارتبط فيهما المذهب الشيعي والتاريخ من أجل إيجاد ممارسات خاصة بالإسلام الشيعي دون غيره، وهما: التعزية، والعمليات الاستشهادية.

يعتقد جميع الشيعة أن الحسين - الابن الثاني لعلي - كان الإمام الثالث في خلافة محمد (يسبقه علي وابنه الأكبر الحسن). وعندما وصل الأمويون إلى الحكم عام 661، ازداد وضوحا أنه من المستبعد أن يتولى الحسين الحكم بوصفه إماما. وفي عام 680 قاد الحسين وأتباعه ثورة ضد الخليفة الأموي يزيد، لكنهم تعرضوا للقمع الوحشي في كربلاء في يوم العاشر من أول شهور التقويم الإسلامي الذي كان حتى ذلك الحين يوم صيام تطوعي (وهو يوافق يوم الغفران اليهودي الذي يحتفل به اليهود أيضا في اليوم العاشر من الشهر الأول). ولإحياء ذكرى استشهاد الحسين على يد يزيد، ميز الشيعة هذه الذكرى السنوية بإقامة طقوس «التعزية» التي يعاد فيها تجسيد معاناة الحسين ومقتله. والتعزية طقس شهير وشائع في المجتمعات الشيعية، ويتيح للسكان المحليين فرصة التفكر في أمور أخلاقية ودينية، وفي بعض الحالات توجيه النقد المقنع إلى السلطات عن طريق ذكر بياناتهم السياسية التي لا تلقى رواجا على لسان يزيد أثناء التجسيد. ومن ثم، فإن واقعة في القرن السابع من التاريخ أمدت المذهب الشيعي بواحد من أكثر طقوسه تميزا.

العمليات الاستشهادية أو «المهام الانتحارية» محرمة نظريا في الإسلام السني. معروف أن من يموتون أثناء الجهاد شهداء، لكن تؤكد المصادر القديمة حرمة شروع المرء في القتال عازما على الموت أثناءه (ويستشهد في هذا الصدد بالآية رقم 29 من سورة النساء).

شكل 6-1: التعزية (كراتشي، باكستان). يمثل الحصان جواد الحسين.

1

يختلف كثير من الشيعة في الرأي مع ذلك، ويرتبط استشهاد الحسين (ومعظم الأئمة الاثني عشر الآخرين) بإحساس الشيعة بأنهم كانوا ضحايا كما أسلفنا القول ليمدهم ذلك بموروث يغض الطرف عن مثل هذه الممارسات. وليس من قبيل الصدفة أن الجماعة الأكثر اشتهارا بشن الهجمات الانتحارية في التاريخ الإسلامي كانت الشيعة (الحشاشون الإسماعيليون)، وليس من قبيل الصدفة أيضا أن الهجمات الانتحارية في العصر الحديث انطلقت على يد حزب الله الشيعي (الذي وقعت أولى «عملياته الاستشهادية» في بيروت عام 1983). أسهمت فعالية هذه الوسيلة الزهيدة التي لا تحتاج تقنيات عالية في شن الحروب في لفت انتباه الإسلاميين السنة إليها، فتبناها بعضهم منذ ذلك الحين ولكن في تردد. ولا يزال جواز العمليات الاستشهادية محل جدل محتدم بين أولي الأمر من أهل السنة.

ألهمت وقائع من السير الذاتية للنبي والسلف (والأئمة لدى الشيعة) سلوك المسلمين ذوي التوجه الديني، حتى وإن لم يستعن بها بوصفها جزءا من الشريعة. فمولد الإسلام - على سبيل المثال - كان مثالا نموذجيا للثائرين الدينيين على مدار التاريخ الإسلامي. لذا أفتى الخوارج بوجوب الرحيل من الأراضي الخاضعة لحكم غير شرعي (أي حكم يتزعمه غير الخوارج)، وهو رحيل وصفوه باسم «الهجرة» سيرا على نهج النبي عندما هاجر من مكة الوثنية إلى المدينة. نفذت الثورتان العباسية والفاطمية «هجرات» خاصة بهما؛ فالعباسيون غادروا «المركز» إلى خراسان، ليعودوا إلى المركز مرة أخرى ويلحقوا الهزيمة بأعدائهم (مثلما فعل محمد)، بينما هاجر الفاطميون إلى اليمن وشمال أفريقيا قبل العودة شرقا إلى مصر غزاة يحالفهم النصر. والأكثر لفتا للنظر أولئك المصلحون والناشطون السياسيون المسلمون (عادة في أفريقيا) الذين صاغوا حركاتهم على نهج وثيق الصلة بحياة النبي. فقد قاد عثمان دان فوديو (1754-1817) أتباعه من موطنهم (هجرة) وشنوا جهادا في البلد المعروفة حديثا باسم نيجيريا ضد أهل البلاد المسلمين في بلاد الهوسا الذين عدت ممارستهم للإسلام غير مقبولة (بسبب استيعابها طقوسا شاعت قبل ظهور الإسلام). حث عثمان أتباعه على الجهاد مستعينا بمقطع شعري مقفى (راجع القرآن الذي يضم في الأغلب نثرا مقفى)، وأطلق على من خلفوه اسم «الخلفاء». ومهدي السودان الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر مثال آخر على هذا الأمر؛ فقد باشر الهجرة هو الآخر، وأطلق على مؤيديه اسم «الأنصار» (الاسم الذي أطلق على مؤيدي محمد في المدينة)، وجاء بعده هو الآخر «خليفة».

ثمة مثال آخر على التأثير غير الرسمي للتاريخ الإسلامي المبكر على المسلمين يأتينا من فتوى نشرت على شبكة الإنترنت للشيح يوسف القرضاوي (الذي ولد عام 1926). حينما سئل هل يجب على المسلمين أن يقاطعوا البضائع الإسرائيلية، أجاب :

अज्ञात पृष्ठ