मिस्र के प्राचीन राष्ट्रीय आंदोलन का इतिहास: इतिहास के उषा से अरबी विजय तक
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
शैलियों
عبد الرحمن الرافعي
عبد الرحمن الرافعي. ولد في 8 من فبراير سنة 1889م، وتوفي في 3 من ديسمبر سنة 1966م.
مقدمة الكتاب
عندما كنت أؤرخ للحركة القومية في العصر الحديث، رأيت أن عظمة مصر القديمة - مصر الفرعونية - تستهوي الباحث لاستقصاء تاريخها، وخاصة حين طالعت ما نشره علماء الحملة الفرنسية منذ أوائل القرن التاسع عشر عن أمجادها ومفاخرها، وما رسموه في مجموعاتهم ومصوراتهم من آثارها الخالدة، ولقد كان هؤلاء العلماء أول من كشفوا عن هذه الآثار كشفا علميا، وكنت وأنا أطالع هذه الكشوف أتساءل: ألم تكن في مصر القديمة حركة قومية يصح أن تكون أساسا لتاريخها على غرار الحركة القومية في تاريخها الحديث؟ •••
لقد كنت موقنا بأن ما بلغته مصر القديمة من التقدم والحضارة والعظمة، لا بد أن يكون له أساس قومي هو عماد الحركة القومية، وهذا ما يقتضي البحث عنه وتدوينه، ولكني أرجأت هذا البحث حتى أستوفي تاريخ الحركة القومية في العصر الحديث، فلما أتممته بعون الله عاودتني فكرة التأريخ للحركة القومية في مصر الفرعونية. فأخذت أعيد النظر فيما كنت أقرؤه عنها، وأتعمق في دراسة المسائل التي تتصل بها، وأرجع إلى المصادر التي طالعتني بها قراءاتي السابقة وأزيد عليها مشاهداتي اللاحقة، وخلصت لي من ذلك كله صورة واضحة المعالم لهذا التاريخ أود أن أعرضها في هذا الكتاب، وإذا شاءت عناية الله فسأتبعها بصور أخرى للحركات القومية التي تعاقبت على البلاد حتى قبيل العصر الحديث. •••
والحركة القومية كما قصدتها وعنيتها، هي الجهود التي بذلها الشعب المصري بمختلف طبقاته في سبيل تكوين مصر الحرة المستقلة، والذود عن كيانها، والدفاع عن استقلالها، والثورة على كل من يعتدي على هذا الاستقلال ومقاومته بكل ما أوتيت من حول وقوة.
والتاريخ القومي للأمة لا يستكمل مداه إلا إذا كان مدروسا ومعروضا على ضوء الحركة القومية، فهي أساس وجودها، ومبعث نهوضها وتطورها.
وإذ كان هذا هو جوهر الحركة القومية، فأجدر بمصر القديمة أن يكون لها النصيب الأوفى والأول في هذا التاريخ. •••
فلقد كانت أسبق الأمم إلى تحقيق استقلالها، وتأسيس حكومة نظامية ترعى هذا الاستقلال وتضطلع بمقومات الحضارة منذ عصور متناهية في القدم، ولا غرو فتاريخها هو تاريخ الإنسانية.
ولقد حققت وحدتها القومية سنة 3200 قبل الميلاد، حين استطاع الملك «مينا» أن يضم الوجهين البحري والقبلي، ويجعل منهما دولة موحدة كانت أعرق الوحدات القومية ظهورا في التاريخ.
अज्ञात पृष्ठ