أما وقد بلغنا هذا المبلغ من البحث فليس ثمة من حائل يحول دون الكلام فيما وقف عليه العرب من مؤلفات أرسطوطاليس.
كان «الأورغانون»؛ أي المنطق لأرسطوطاليس، من أوليات ما عرف العرب عن المعلم الأول، وقد عرفوا معه كتاب بريطوريقا «الخطابة» والبويطيقا «الشعر» مع كتاب إيساغوجي لفرفوريوس.
أما مؤلفات أرسطوطاليس في العلم الطبيعي فقد عرفوا منها الفوسيقا، وكتاب الكون الفساد وتاريخ الحيوانات الطبيعي
Historia animalium ، وكتاب الروح
de Anima ، أما كتاب المتيورلوجيا - الآثار العلوية - الذي عرفه العرب، فظاهر الانتحال، وليس لأرسطوطاليس، وعرفوا عنه من العلوم الأدبية الميتافيزيقا، وعلم الأخلاق إلى نيقوماخس
Niconacheàn Ethics
وعلم الأخلاق الكبير، على أن هناك شكا كبيرا في أنهم عرفوا الأخلاق إلى نيقوماخس.
ومن غريب الأمر أن سياسة أرسطوطاليس لم يعرفها العرب، ولم يعنوا بها، واستعاضوا عنها بقوانين الجمهورية لأفلاطون.
ويرجح أن هذا هو السبب المباشر في أن نظم الحكومات ظلت عند العرب غارقة في طيات النظر الغيبي، وأعانهم على ذلك إدماج الحكومة في الدين والخلط بين السلطتين الدينية والدنيوية، وعدم التفريق بين سلطات التشريع والقضاء والإدارة.
وقد نسب العرب إلى أرسطوطاليس كتابا في المعادن وآخر في الميكانيكا لا يعرف الباحثون في العصور الحديثة عنهما شيئا، وليس ذلك بكاف في إثبات أنهما لغيره، ولكن الدليل الذي يرجح أنهما لغيره أن أرسطوطاليس لم يشر إلى هذين الكتابين في بقية كتبه التي استكشف أصلها اليوناني في أوائل القرن التاسع عشر.
अज्ञात पृष्ठ