والعقل يعجب والشرائع كلها
خبر يقلد لم يقسه قائس
متمجسون ومسلمون ومعشر
متنصرون وهائدون رسائس
وبيوت نيران تزار تعبدا
ومساجد معمورة وكنائس
والصابئون يعظمون كواكبا
وطباع كل في الشرور حبائس
فهو إذن يقول بأن الشرائع تقليد، وهو بقوله هذا إنما يفسر حقيقة تلك الفكرات التي تدس على حسن ضميره؛ أي على وراثته التقليدية التي يحاول دائما أن يرضيها إذا ما فكر في أمور الدين، وهو يقول بأن المجوس والمسلمين والنصارى واليهود والصابئين لم تهذب أديانهم من نفوسهم ولم تزك من طبيعتهم، ولذلك تراهم في الشرور سواء، وأنهم شرع في حكم الطبع البشري الرسيس في الدنايا، وتلك آية من آيات جحوده للأديان، فإذا كان الدين شرع للهداية ثم عجز في رأي أبي العلاء عن تأدية وظيفته، وأن الناس بعد اتباعهم مراسيم الشرائع لا يزال طبع البشر غالبا فيهم! فعلام الدين وعلام الشرائع؟ وعلى أي شيء يبقى العقل من كل هذا ؟ ثم ارجع إلى قوله:
إن هللت أفواهكم فقلوبكم
अज्ञात पृष्ठ