القسم الرابع
القسم الخامس
تاريخ الفيوم
تاريخ الفيوم
تأليف
إبراهيم رمزي
خطبة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي حفظ لرسوله تاريخ الأول، وقص عليه أخبار من مضى من الدول، وصلاة وسلاما على خير الأصفياء، وآله وصحبه وجميع الأنبياء، أما بعد: فإن التاريخ من أحسن ما يطالعه الإنسان؛ ليعتبر بمن سبقه في غابر الزمان، فإنه مرآة يرى فيها المتأخرون ما قام به المتقدمون، من أعمال وآثار، وعلم واختبار، فيلتقط منه أبناء هذا الجيل محاسن ما قاموا به من زمن طويل، ويتمسكون بمحمود الخصال، وممدوح الخلال، وينبذون المضر من العوائد؛ فتحصل لهم بذلك أعظم الفوائد، إذ إن عمر الإنسان قصير، ومكثه في هذه الدار الفانية ليس بكثير، وإذا فرضنا أنه عمر ألف سنة، ولم يأخذه في طول حياته نوم ولا سنة، مكدا في الجد والاجتهاد، ليحصل على ما به يستفاد؛ لرجع بعد ذلك بالإعياء، وحفظ شيئا وغابت عنه أشياء، ورحم الله من قال في مثل هذا المجال:
ليس بإنسان ولا عاقل
अज्ञात पृष्ठ