विश्वव्यापी दर्शन का इतिहास
تاريخ الفلسفة بنظرة عالمية: آخر نص كتبه الفيلسوف كارل ياسبرز
शैलियों
8
ثم إن معنى العظمة يغيب عنا إذا لجأنا إلى البحث النفسي والاجتماعي؛ فمن شأن «طراز الفكر في علم النفس والاجتماع أن يعشي البصر ويحجب العظمة عندما نعد ذاك الطراز مطلقا، ذلك أن العظمة في نظر هذين العلمين تنحل إلى كيف، إلى خصائص، إلى ما تمكن مشاهدته موضوعيا وكميا».
9 (ب)
إذا كانت دراسات ياسبرز لبعض الظواهر والشخصيات المرضية التي أشرنا إليها تنتمي إلى الطب النفسي وعلم النفس الوجودي، فقد نشأت من السؤال عن حدود التفهم الممكن للوجود والإبداع الإنساني. ففي كل وجود فعلي، بما في ذلك الوجود العقلي، لحظة أو لحظات غامضة يمكن أن نصفها بأنها مستعصية على الفهم. وعندما يتعلق الأمر بالأمراض العقلية والنفسية، يمكن إخضاع الوجود الفعلي للتجريب والتحليل والمقارنة الدقيقة، غير أنه يظل محتفظا بقدر من الغموض الذي لا يسمح برؤيته والكشف عنه كشفا نهائيا؛ لأنه آخر الأمر جزء من لغز الوجود نفسه، أو من «شفرته» التي يحاول الوعي الفلسفي أن يضيئها ويحل رموزها.
ومع التقدير لكل الجهود العلمية والموضوعية التي تبذل للبحث في أمراض النفس والعقل وعلاجها، فلا بد أن تنبع هذه الجهود من الوجود الحميم أو الأصيل وتصب فيه، ولا بد أن تتجه من وراء الوقائع والمقارنات والتحليلات إلى إنارة هذا الوجود والاستبصار بألغازه وإمكاناته وحريته الأصيلة.
10 (ج)
يؤكد ياسبرز بصفة مستمرة أن الفكر الفلسفي بالمعنى الصحيح لا يمكن أن ينفصل عن شخص صاحبه، وإذا عزلناه بوصفه تعبيرا موضوعيا وحسب، لم يبق فكرا حقيقيا بالمعنى ذاته. وقد عرفنا من الصفحات السابقة أن الفلسفة الحقيقة تتركز حول شخصيات عظيمة وتنبثق وتتدفق منها، وأن اللغة التي كتبوا بها نصوصهم يمكن أن تفهم من حيث تعبيرها عن موجودات بشرية.
ومع ذلك فإن كثرة الفلاسفة وتنوع الفروق الفردية بينهم تمثل الفيلسوف الحقيقي الواحد، أو تعبر عن وحدة الحق التي تتمثل كذلك في تواصلهم جميعا مع الحقيقة السرمدية الواحدة. إن المفكرين العظام يظهرون حقا في التاريخ. ولكن جوهرهم - وهو أشبه بلغة الحقيقة - يفوق وجودهم الطبيعي والنفسي، وانتماءهم التاريخي، وأخص ما يخصهم هو معناهم فوق-التاريخي. وهذا المفهوم لا يجعلنا ننفي التاريخ ولا علم النفس، وإنما يجعلنا نؤكد أن الشخصية العظيمة تعلو عليهما، فمضمون الحقيقة الجوهرية يكمن في وحدة الزماني والسرمدي التي تتمثل في شخصية العظيم وإبداعه. (د)
وأخيرا فقد يعاني الفيلسوف أو الفنان أو الأديب أمراضا نفسية، وقد يكشف نسقه الفكري أو عمله الفني عن خصائص أو علامات وأحوال مرضية، غير أن هذه الخصائص والأحوال المرضية لا تفسر فكره أو عمله كما يزعم النقاد المتأثرون بالتحليل النفسي (وإن كان بعض النقاد قد استغل فكرة يونج عن النموذج الأولي وعن «النفس»
anima
अज्ञात पृष्ठ