आल सलजूक का इतिहास
تاريخ دولة آل سلجوق
शैलियों
قال: لما وضع عليه اسم الوزارة تبدلت الغزارة بالنزارة. وهو أول فلاح ترك العمل بالفدان. فدان له عمل الترك وحل البقر عن الملك. فحل في دست الملك ففتك وهتك، واستباح الدماء وسفك، وشرع المنكرات، وأنكر المشروعات، وعاد الكرام، وبدد النظام، وظاهر الباطنية، وأظهر السنة الجاهلية، وشرع في الفتك بالأحرار، والهتك للأستار. فمن جملة من فتك به القاضي زين الإسلام أبو سعد محمد بن نصر ابن منصور الهروي وكان أوحد دهره، ونسيج وحده، والمعروف بإسداء المعروف، والمرجو لإغاثة الملهوف. وهو حبر العالم وبحر العلم، والحاكم بالعدل والعادل في الحكم. وقد ملك من قلوب السلاطين القبول، ولم يروا من نصحه وإشاراته العدول.
وكان من متعصبي عمي العزيز، المخصوصين في الفضل والإفضال بالتبريز. فتقررت له بعد وزارة الدركزيني رسالة السلطان الأعظم سنجر، وسار إلى خراسان في البهاء الأبهر، والجمال الأوفر. فصعب على هذا الوزير أمره، وتقسم سره، وعرف أنه إذا حضر هناك انهتك ستره. فإنه كان موه ولبس، وأخفي أحواله عند السلطان سنجر ودلس. فعرف أن الهروي يهريه، وينزع لباس تلبيسه ويعريه. فقرر مع عدة من الباطنية أنهم فتكوا به عند عوده من رسالة خراسان. وقد حضر للصلاة في جامع همذان. فاستشهد قبل أن يشهد السلطان وذلك في سنة 518 ه.
قال: وكان حينئذ بالموصل آق سنقر البرسقي الغازي المجاهد التقي النقي.
فدخل في وزر ذلك السعيد الوزير الشقي. فإنه كان قد قمع أهل الإلحاد، وغمه أمر هذا الوزير الذي سد باب السداد. وتوسل الوزير عند السلطان في عزله فلم يقدر، وبالغ في كل مكيدة ولم يقصر. ولما أعياه أمره استدعى إخوانه من الباطنية، حتى جلسوا له في جامع الموصل بزي الصوفية، وقفزوا عليه وضربوه بالسكاكين. فجل به مصاب المسلمين. وذلك في ذي القعدة سنة 520 ه. وكان وزير السلطان سنجر في ذلك العهد الأجل معين الدين مختص الملك أبو نصر أحمد بن الفضل بن محمود وقد مضى ذكر كرمه وفضله في زمان السلطان محمد وتوليه ديوان الاستيفاء. ولقد كان موئلا لأهل الرجاء. وهو من ممدوحي القاضي أبي بكر الأرجاني وله فيه قصيدة صادية أولها:
पृष्ठ 278