आल सलजूक का इतिहास
تاريخ دولة آل سلجوق
शैलियों
وقال عماد الدين في ذكر كمال الملك الوزير: وبينا وزارته في ريعانها، وسعادته في عنفوانها، ودولته في كمال سلطانها، فلم يشعر حتى عاجله القدر فجاءه فجاءة. واستحال في الحال كل مسرة مساءة. وذلك في سنة 515 ه فإن السلطان خرج من بغداد عائدا إلى همذان. فتخلف عنه الوزير يوما على أنه يتبع في غد السلطان. فلما بكر ركب وقد رتب الموكب، والسيوف بين يديه مسلولة، والغاتشية محمولة. فوثب عليه قوم من بعض تلك الدكاكين، وضربوه بالسكاكين. فحمل جريحا. وبقي في حجرة من غرف السوق طريحا وأحضر من يداويه، واستقل بالجرح آسيه. فلم يحسوا إلا برجل قد قفز من السقف.
ونزل عليه بمدية الحتف، فأتلف مهجته، ومحا من الزمان بهجته. فتولى عمي العزيز حفظ مخلفيه، وحلم عنهم حد الزمن السفيه. واستشهد وله ولدان أحدهما عضد الدين محمد، والآخر فخر الدين محمود. فتعصب الولد الكبير ذي الفضل الأوفر.
والاعتقاد الأنور، والدين المتين، والعلم واليقين. فولاه السلطان أشرف المناصب، وأرفع المراتب. فزهد في الدنيا مع القدرة، وسلك طريق الانكسار والقناعة بالكسرة.
قال عماد الدين: وهو إلى اليوم من سنة 579 ه حسن السيرة، صافي السريرة، خشن العيشة، قال للمعيشة. يلبس السمل 1البالي ويألف المنزل الخالي. ويأمر بالمعروف، ويأخذ بيد الملهوف. ينظر الدنيا بعين العيافة. مقبل على الآخرة والتقوى قد ألبسته شعار المخافة. وتولى أخوه فخر الدين محمود الأعمال الفاخرة إلى آخر زمانه. وظهر قدر مكانه وقدرة إمكانه. والعضد الزاهد فيه زاهد. وفي صرف جاهه عنه جاهد. وكان بينهما تضاد. وتباغض في الدنيا لا تواد. وعضد الدين يرجع إلى فضل وافر، ووجه عن الحق والحقيقة سافر.
قال عماد الدين: عدنا إلى ما ذكره أنوشروان.
ذكر وزارة شمس الملك بن نظام الملك
أنشد أنوشروان فيه متمثلا:
لئيم أتاه اللؤم من عند نفسه ولم يأته من عند أم ولا أب
पृष्ठ 272