आल सलजूक का इतिहास
تاريخ دولة آل سلجوق
शैलियों
وفي سنة 543 ه، مات قاضي القضاة ببغداد يوم النحر، وهو فخر الدين علي بن الحسين الزينبي. ورتب بعد ذلك عوضه عماد الدين بن الدامغاني.
قال: وأما السلطان مسعود فإنه أرسل إلى ابن أخيه الملك محمد بن محمود بعد قتل بوزابه فاستدعاه، ومن عليه ومناه. وزوجه بنته، وعهد إليه في الولاية وولاه عهده. ثم ملكه خوزستان، ولما أمن ابن بلنكري من الجوانب عمد إلى الأمير الحاجب تتار، وقبضه وأوثقه، وأنفذه إلى قلعة سرجهان واعتقله بها ثم خنقه. وصفا له الجو فباض وصفر، وضفا عليه الضوء فاجتلى الظفر.
قال: وفي شهر ربيع الأول سنة 543 ه، وصلت شعبة من أكابر الأمراء، ومعهم الملك محمد إلى بغداد محاصرين، وعلى خذلان السلطان مسعود لشقوتهم متناصرين، منهم: شمس الدين إيلدكز، والأمير قيصر، وملك العرب علي بن دبيس، وغيرهم. فحضروها وحصروها. فخرج أهل بغداد لردهم، فأفرجوا عنهم، حتى أصحروا فكروا عليهم كرة أردتهم. وما أبقت عليهم بل أفنتهم. وكانت بالقرب منهم حفر الغسالين، وتنانير الآجريين، وأتاتين الجصاصين. فما نجا إلا من آوى إليها. وقتلوا زهاء خمسمائة نفس، وجل رزء بغداد ليرحلوا، وفصلوا الأمراء على المبلغ لينفصلوا.
فاستشار الخليفة الوزير وأرباب المناصب في أنه هل يبذل لهم الذهب؟ وهل يحتمل للراحة منهم التعب! فما فيهم إلا من عجل بالعذل، للتأني في البذل. فأخرجت العين.
فأشار ابن هبيرة، وهو يومئذ صاحب الديوان، بضد ما أشاروا، وصار من الرأي إلى غير ما صاروا. وقال للإمام: "هؤلاء خرجوا عليك وعلى السلطان، وجاهروكما بالعصيان، فاجعل بالله الاستجارة، وقدم منه الاستخارة. وأنفق ما عزمت على بذله لهم، في عسكر يقاومهم بدفع شرهم، فإنك إن دفعتهم بالعطاء لم تسلم من عتب السلطان مسعود، وإن هرمتهم باللقاء، قلت له إني فللت جنود عصيانك من أهل أطاعتك بجنود. وأنت لا تحمد على ما تحمل، ولا تشكر على ما تعمل".
पृष्ठ 329