आल सलजूक का इतिहास
تاريخ دولة آل سلجوق
शैलियों
قال: وكان مسعود قد وصل إلى دار الخلافة في حياة أخيه ، وخطب الخليفة المسترشد بالله له وأجله وبجله، ووقعت عليه سمة السلطنة بلا سمو، وعلا صيته بلا صوت علو. وكان الجند يجتمع عليه ويفترق، يشئم تارة معه ويعرق 1. فلما نبت غرسه، وثبت عرشه قر قراره، وسر أسراره. وكان وزيره شرف الدين أنوشروان ابن خالد. قال-رحمه الله-: وكان المسترشد بالله رضي الله عنه قد استوزره مدة، ولما وصل السلطان مسعود إلى دار الخلافة وخطب له في آخر المحرم سنة 527 ه، سفر أنوشروان وهو وزير الخليفة في مهامه، فسفر بحسن سفارته وجه مرامه. وأحضره المسترشد وقال له شفاها: "تلق هذه النعمة بشكرك واتق الله في سرك وجهرك". وخلع عليه وطوقه وسوره، وجلس على الكرسي المعد له، فقبل الأرض وقال له أمير المؤمنين: "من لم يحسن سياسة نفسه لم يصلح لسياسة غيره، قال الله تعالى ذكره: فمن
يعمل مثقال ذرة خيرا يره `ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة: 7، 8]. "فأعاد عليه الوزير بالفارسية فأكثر من الدعاء والضراعة، ونطق بالإذعان والطاعة. وقلده بسيفين، وعقد له بيده لوائين. وسلم إليه ابن أخيه داود وأتابكه آق سنقر، وقال له: "
انهض وخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين". فمضى مسعود، وهي النوبة التي نصر فيها على طغرل. قال: ثم رأي الخليفة عزل أنوشروان واستيزار شرف الدين نقيب النقباء على ابن طراد الزينبي، وفيه يقول حيص بيص قصيدة أولها:
شكرا لدهري بالضمير وبالفم لما أعاض بمنعم عن منعم
فجلس في بيته مكرما، ولزم منزله محترما. ثم اجتمع بالسلطان مسعود فاستوزره. وصد رهبة الأطماع حين صدره. وكان المستولي على مسعود آق سنقر.
فلما استشهد، تمكن الأمير يرنقش البازدار، فاستولى ولم يلتفت إليه ولا إلى وزيره، وكان أتابك قراسنقر حينئذ قد وصل إلى الخدمة في حشوده وجنوده وحماة أذربيجان، وكماة أران، وعنده استشعار من زوجة السلطان الخاتون زبيدة بنت بركياق، فإنها كانت على السلطان متسلطة، فرأى صلحها وإصلاح رأيها، وحمله دهاؤه على حمل النفائس إليها وإهدائها. فلم يعجب الأمير يرنقش ذلك، فاستوحش ووافقه الأمراء الأكابر، وهم برسق وقزل أمير آخر، وسنقر صاحب زنجان، وجاولي وحيدر بن شيركير. فخرجوا عن الطاعة، وتدرجوا إلى مفارقة الجماعة. ورحل يرنقش بهم إلى بروجرد وبقي السلطان ومعه قراسنقر في جيوشه، واتصل به خوارزمشاه، ووصل الأمير السابق رشيد من خراسان، فنهض السلطان بهم إلى هؤلاء البهم والتقوا فانهزم يرنقش، وأسر من الأمراء الطغرلية جماعة وقعت في إطلاقهم من قراسنقر شفاعة. ولم يزل بهم حتى أصلح حالهم، وقضى أشغالهم.
पृष्ठ 298