अरबों में विज्ञान के इतिहास पर अनुसंधान
بحوث في تاريخ العلوم عند العرب
शैलियों
T. Barhe (1536-1601) وكبلر
J. Kepler (1571-1630) واستمر هذا الوضع حتى القرن الثامن عشر.
لذلك لا يمكن تقبل حماس نفر من أساتذة علم الفلك عندنا الذين يندفعون مؤكدين تبرئة البيروني من الانشغال بالتنجيم اعتمادا على فقرة بالقانون المسعودي يقول فيها عن علم الفلك إنه صناعة «على استغنائها بذاتها لنفاسة قدرها في نفسها، لا تكاد تميل إليها القلوب التي لا تتصور كيفية اللذة إلا في مقدمات الآلام الجسمانية، ولا النفع إلا في الأمور الدنياوية، وإذا لم ترغب فيها رغبت عنها وعافتها، فعادتها ولهذا السبب رجز القدماء أكوان العالم بقضاياها، وطرقوا إلى تقديم المعرفة بها من تأثيراتها طرقا، أشبهت شيئا من الإقناع، وفننوا عليها صناعة الأحكام؛ أي: التنجيم.»
92
وقصارى ما تعنيه هذه الفقرة أن علم الفلك في حد ذاته جدير بالتقدير بصرف النظر عن التنجيم، وهذا أقصى ما ننتظره من عالم أتى في عصر البيروني، ونذكر في هذا الصدد كبلر الذي مارس التنجيم وهو يؤسس علم الفلك الحديث ويفجر ثورته الأهليلجية التي أنهت العقيدة القاطعة بدوران الأجرام السماوية في دوائر كاملة، وراح يضيق بالتنجيم شيئا فشيئا حتى انتهى إلى أنه الابنة السفاح لعلم الفلك، والتي مع هذا تكفل لأمها إقامة الأود وضمان الحياة.
93
إذن لا نملك أن نلوم البيروني كثيرا على انشغاله بالتنجيم، فضلا عن أن نندفع لنبرئه أصلا من هذا، فهذا إهدار لتاريخية الوضع المعرفي.
بخلاف التنجيم، ثمة أيضا رفض البيروني دوران الأرض واستنكاره قولا يرى أن «الأرض متحركة حركة الرحى حول محورها.»
94
ذلك أن البيروني قد رأى سكون الأرض ودوران السموات حولها، لكنه ذكر في القانون المسعودي أن ثمة رأيا يقول بدوران الأرض حول محورها، وأنه قابل واحدا من علماء الهيئة القائلين بدوران الأرض - لم يذكر البيروني اسمه - مستندا على أن الجسم لا يسقط على الأرض عموديا بل بزوايا أقل أو أكثر قليلا من 90° مما يعني أن الأرض تحركت أثناء السقوط، لكن البيروني رفض هذا الرأي وحاول تفنيد أدلة ذلك العالم، فيقول البيروني: «أما أنا فقد شاهدت أحد من مال إلى نصرة هذا الرأي من المبرزين في علم الهيئة، لم يلتزم نزول الثقيل إلى الأرض على القطر عمودا على وجهها، بل محرفا على زوايا مختلفة.»
अज्ञात पृष्ठ