तारीख़ इल्म-ए-अदब
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
शैलियों
أما ما ألفه راسين من الروايات الموافقة تماما للقواعد المدرسية، فأحسنها رواية «أندروماق»، ونسجها على منوال سميتها الرواية اليونانية المؤلفة قبل الميلاد بأربعة قرون، وتخالف رواية السيد في وحدة الزمان وفي أخلاق بطلها لتغلب العشق عليه، وانتصاره على إرادة العاشق. ومن روايات راسين «أستير» الإسرائيلية ويشخصها أحيانا طلبة المدارس في بيروت، ورواية «أتلي» وهي من الإسرائيليات أيضا؛ قال فولتير: إنها أحسن محصولات العقل البشري. ومن أحسن ما ألفه مولير في المضحكات رواية «تارتوف»، وهو رجل مراء في نسكه وعبادته أغفل بخبثه أحد المتولين من البسطاء، واستولى على أمواله وعياله فصار اسم تارتوف كناية عن الرياء والخبث، وقد أتى المعري بأبيات كثيرة تشتمل على مضمون هذه الرواية كقوله:
وليس عندهم دين ولا نسك «فلا تغرك أيد تحمل السبحا»
وكم شيوخ غدوا بيضا مفارقهم
يسبحون وباتوا في الخنا سبحا
وألف بوالو كتاب الهجويات (ساتير) ووضع في قواعد الشعر كتابا سماه الفن، أو الصناعة الشعرية (آربويتيك) وأنكر الشعر والشعراء في المتقدمين، وقال: لم تأت فرنسا بشاعر قبل «ماليرب»؛ أي إن الشعراء الذين جاءوا قبل دخول القرن السابع عشر لا يستحقون الذكر في مصاف الشعراء؛ لعدم إتيانهم بالكلام المدرسي المنتظم المعقول، ولتهافتهم على التصنع البارد في الكلام وإظهار الرونق الكاذب فيه، وبيان مهارتهم وعلمهم بكل ما هو من فضول الكلام؛ ولذا فكلامهم لا طعم له وفيه كثير من الغرور والإعجاب. فبوالو بالغ في كلامه وحط كثيرا من كرامة المتقدمين، ولكنه أصلح أساليب الشعر الفرنساوي كما أصلح باسكال أساليب النثر، وكان باسكال إماما في العلوم الرياضية والطبيعية، واقتفى أثر بوالو في انتقاد كلام المتقدمين لوزير ضيا باشا، وألف مجموعة سماها الخرابات خرب فيها كثيرا من أشعار الفرس والترك والعرب المتقدمين عليه، وكانت وفاته في بروسة سنة 1295ه فجاء كمال بك إمام الأدب في اللسان العثماني، وكتب عليه انتقادا سماه تخريب الخرابات، ونشره في مطبعة أبو الضياء فالغاية التي يتطلبها أئمة الأدب العثماني كاللذين ذكروا عبد الحق حامد بك مستشار سفارة لوندره، وأكرم بك، وسعيد بك من أعضاء الشورى، والمعلم ناجي أفندي المتوفى منذ بضع سنين وبقية النشأة الجديدة؛ هي تخليص لسانهم من مبالغات الفرس الأعاجم والسلوك فيه منهج بوالو، وراسين، وقورنيل، ومولير وبقية أدباء عصر لويس الرابع عشر؛ لأن هؤلاء الأدباء يذهبون إلى أن التخيل الشعري ينبغي أن يكون مقرونا بالتعقل، فعندهم أن الشعر ليس أعذبه أكذبه، بل أحسنه أصدقه كما قال حسان:
وإن أحسن بيت أنت قائله
بيت يقال إذا أنشدته صدقا
واشترطوا في الروايات التمثيلية ثلاثة شروط:
وحدة الزمان.
وحدة المكان.
अज्ञात पृष्ठ