तारीख़ इल्म-ए-अदब
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
शैलियों
الدون قارلو وهو شارل دوتريش الذي لقب فيما بعد شارلكين.
أما أوستريا فكانت إحدى الإمارات التي تتألف منها إمبراطورية ألمانيا.
أما إمبراطورية ألمانيا فكانت مجموع إمارات ومدائن حرة، وكانت الإمبراطورية فيها بالانتخاب لا بالوراثة، وذلك أنه عند موت الإمبراطور يجتمع أمراء الإمارات السبعة، وهم أكبر الأمراء الذين تتألف منهم الإمبراطورية؛ ولذا لقبوهم «المنتخبين السبعة»، وانتخبوا إمبراطور من أوستريا في الغالب؛ أي من العائلة التي تملك على إمارة أوستريا، فلما مات مكسمليان إمبراطور ألمانيا سنة 1519م انتخب حفيده شارلكين، وكان فرانسوا الأول ملك فرنسا صاحب عظمة وثروة ونفوذ وعسكر، فكان يسعى مع المنتخبين في انتخاب نفسه، ورشاهم بكثير من الأموال والهدايا، فأخذوا ماله وانتخبوا عدوه شارلكين فاشتدت الرقابة والعداوة بينهما، وكاد شارلكين يتفرد بالملك في أوروبا، ولم يبق له رقيب فيها سوى فرانسوا الأول ملك فرنسا، فحاربه وأسره وأحضره إلى مدريد عاصمة ملكه، وعقد معه معاهدة موافقة لسياسته، ثم أطلق سراحه، فلما وصل أرض فرنسا نقض العهد، واستمد السلطان سليمان القانوني، وكان أقوى ملوك الأرض قاطبة، وجرت محاربة بحرية في مياه تونس بين أسطول شارلكين وأسطول خير الدين باشا المشهور باسم بارباروس؛ أي ذي اللحية الشقراء، وانتصر فيها العثمانيون، وانتصرت العساكر الإنكشارية أيضا على العساكر الألمانية في محاربة أخرى برية وقعت على حدود النامسا وألمانيا، وكان شارلكين شديد الحرص على التفرد بالملك والسؤدد، فلما لم يستطع إدخال جميع أوروبا في حكمه، وتحت نفوذه استولى عليه اليأس وانقطعت آماله، فتنازل عن ملك إسبانيا لابنه فيليب الثاني، وتفرغ عن إمبراطورية ألمانيا لأخيه فرديناند، واعتكف هو في دير من الأديرة إلى أن مات حزنا وكمدا.
أما موضوع رواية إيرناني فهو أن الدون قارلو قبل أن يصير إمبراطور على ألمانيا، ويتسمى شارلكين كان يهوى في مادريد غانية اسمها الدونة سوله، وكان يهواها أيضا عمه الدوق روى غوميز، أما هي فكانت تعشق شابا من الأشقياء وقطاع الطريق اسمه إيرناني، وكان ثلاثتهم يترددون عليها بدون أن يشعر أحدهم بالآخر، فصادف الدون قارلو عند معشوقته هذا الشاب مرتين، ففي المرة الأولى مكنه من الخروج، ولم يتعرض له وفي المرة الثانية ضيق عليه بالحرس وحصره بالعسكر، وأباح لهم دمه وجعل جائزة لمن يأتيه برأسه ففر إيرناني بكل مشقة من بيت حبيبته واختفى عن الأبصار، فلما انقطع أمل هذه الغانية من الملك ومن حبيبها الشاب ألقت نفسها بين أيدي عاشقها الثالث، وكان شيخا هرما ففرح بها وحملها إلى قصره وأراد الدخول بها، ثم اهتدى إيرناني إلى حبيبته وجاء إليها، وبينما هو يغازلها ويعانقها وإذ دخل صاحب البيت وهو الدوق روى غوميز، ووجدهما متعانقين، ثم جاءهم الملك بغتة وأراد القبض على إيرناني، فامتنع الدوق من تسليمه وعد أخذه من بيته إهانة لشرفه، وأشار إلى صور آبائه وأجداده المعلقة على جدران الغرفة، وهم حماة الملهوفين ومغيثو المستجيرين، فترك الملك إيرناني وأخذ الغانية عوضا عنه وخرج بها من القصر، فلما نجا إيرناني من الهلاك طلب من الدوق أن يطلق سراحه؛ ليتعقب أثر محبوبته ويخلصها من أيدي الملك، وعاهده على أن يعود إليه متى طلبه، وأعطاه بوقا لينفخ فيه متى أراد أن يستدعيه، فإذا سمع صوت البوق حضر إليه بالحال.
ثم ينتقل مجلس التشخيص إلى إكس لاشابل في ألمانيا، وكانت عاصمة الإمبراطور شارلمان، وفيها قبره ثم جرت العادة بتتويج الإمبراطور في هذه المدينة، فإذا أرادوا تولية إمبراطور اجتمع المنتخبون وهم الملوك أو الأمراء السبعة الذين لهم حق الانتخاب، واختاروا أحدهم وألبسوه التاج وأطاعوه، وكان الدون قارلو مرشحا لهذا الأمر، فائتمرت عصبة على قتله وفيهم عمه الدوق روى غوميز، واختفوا في المحل الذي فيه قبر شارلمان وأخذوا معهم إيرناني ليطعنه بخنجره، فعلم بهم الدون قارلوس ودخل المقبرة، ونزل لقبر شارلمان وفاه بكلام هو من ملول الكلام، ومن أبلغ ما نظمه فيكتور هوكو، ثم أطلقت المدافع ودقت الأجراس إعلانا بانتخابه إمبراطور على ألمانيا وخليفة لشارلمان، وألقى القبض على المتآمرين وأراد قتل إيرناني؛ لأنه ليس من ذوي الرتب والشرف، ولكنه بين نسبه وظهر بأن اسمه الحقيقي هو جان داراغون دوق سيغورب وقاردونيا، فعفى عنه وزوجه بمعشوقته الدونة سوله، فلما أخذها وأراد الخلوة بها في قصره سمع صوت البوق فتذكر عهده، وفضل الموت على عدم الوفاء بالوعد فشرب السم وشربت حبيبته، ثم قتل الدوق روى غوميز نفسه أيضا من شدة حبه لتلك الغانية، فهذه الرواية ليس لها حقيقة تاريخية، وإنما هي من مختلقات الشاعر وتخيلاته، ولكنها في أعلى طبقة من البلاغة والانسجام وحسن الذوق.
روى بلاس
صور المؤلف في هذه الرواية التاريخية انحطاط دولة إسبانيا في أواخر القرن السابع عشر للميلاد، وذلك أنه بعد فيليب الثاني ابن شارلكين، المتقدم ذكره، جلس على كرسي المملكة الإسبانية ابنه فيليب الثالث، ثم فيليب الرابع ثم شارل الثاني آخر ملوك هذه السلالة النامساوية، ولما جلس سنة 1665م كان عمره أربع سنوات، وهو لا يستطيع المشي ولا الكلام فكانت الوصاية لأمه، ثم لأخيه وامرأته ووزراء دولته، وبعد أن كبر أيضا لم يلتفت لمصالح الملك، وأهمل إدارة مملكته وبيته وزوجته، وكان يقضي أيامه في الصيد والتجول في البراري والغابات وامرأته في هم وكدر من وحدتها، وتكلفها بمراسم التشريفات وبالتقاليد المرعية في قصر الملك، ولم يكن لشارل الثاني ولد فأوصى بالملك لحفيد لويس الرابع عشر ملك فرنسا، وانتقلت دولة إسبانيا من آل أوستريا إلى آل بوربون سنة 1700 وزال نفوذها واعتبارها من بين الدول الأوروبية، ولم تزل في انحطاط لم تتخلص منه للآن، وترى بعين الحسد تهافت الدول الأوروبية على استعمار أفريقيا، ومدهم فيها السكك الحديدية وجرهم المنافع التجارية، وهي شاخصة ببصرها كالمقعد الذي يروم النهوض ولا يستطيعه، وأضاعت بالأمس آخر مستعمراتها في أميركا وهي جزيرة كوبه، ثم جزائر فيلبين، ولم تكسب اليوم من تقسيم البلاد المراكشية إلا جزاء موهوما على ساحل المحيط الغربي يسمى «ريو دورو» أي: نهر الذهب ويشاهد رسمه على الخريطة المرسومة بعد عقد المعاهدة بينها وبين فرنسا، ولا يرى أثر لحقيقة مسماه وجل ما يعلم عنه أن ليس هناك لا نهر ولا ذهب.
فصور الشاعر في هذه الرواية انحطاط المملكة الإسبانية، وشرح أسباب انقراض دولتها، فإذا رفع الستار عن المرسح ظهرت غرفة من غرف قصر الملك في مادريد وفيها وزير المملكة، وقد غضبت عليه الملكة وطردته من القصر؛ لأنه لم يقبل بأن يتزوج بنتا من حاشيتها بعد أن راودها وحظي بها، وقبل أن يخرج من القصر ليلتزم بيته صمم على الانتقام من الملكة، فاستدعى ابن عم له يسمى قيصر، وكان لفقره معاشرا للهمل وقطاع الطريق مع ما له من الحسب والنسب، وأراد أن يتخذه آلة لدسائسه، فاستنكف من ذلك ورد ما عرضه عليه من المال والجاه، فأمر بنفيه للهند فنفي إليها وألبس خادمه روى بلاس لباس الأشراف، ودعاه بابن عمه قيصر وقدمه لرجال الدولة وأعيانها بعد أن استكتبه أوراقا يعترف فيها بأصله، وخدمته له وكان روى بلاس يعشق الملكة، فتقرب منها وحظي لديها بالقبول، وصار من أعظم وزرائها وأكبر مستشاريها، وبينما هو حائز على رضاء الملكة وعلى أعظم مسند في المملكة، وإذ ظهر له سيده وأخذ يتهدد الملكة ويوبخها على هيامها في خادمه وعلى تفريطها بنفسها، وطلب منها إمضاء ورقة ليتخذها حجة عليها، ولا يبيح بسرها ما دامت مسلمة له زمام الملك، فكادت الملكة تقبل بذلك خوف الفضيحة والعار، ولكن روى بلاس اشتد غضبه حرصا على شرف الملكة محبوبته، وقتل سيده ثم شرب سما، ومات والملكة تندب عليه وتبكي، فهذا محصل الرواية.
وقال فيكتور هوكو في مقدمتها:
جمهور المتفرجين في المراسح على ثلاثة أصناف: أحدها النساء، والثاني الخواص، والثالث العوام، فالذي يتطلبه العوام من التأليف الدراماتيقي بدون استثناء تقريبا هو العمل،
अज्ञात पृष्ठ