तारीख़ इल्म-ए-अदब
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
शैलियों
انظر إلى الزرع وخاماته
تحكي وقد ماست أمام الرياح
كتيبة خضراء مهزومة
شقائق النعمان فيها جراح
وأبدع ما في هذا الديوان الرثاء الذي رثى بنته حينما أنشبت فيها المنية أظفارها ، وهي في ريعان الشباب وأشهر العرس، وأتى بالبدائع والعجائب في وصف قلب الوالد على ولده، وما يكابده بسبب موته من آلام الحياة وعذابها، ولعله تابع في النظم شعوره وإحساسه، فجعل أول المراثي تفجعا وبكاء، ثم ارتفع صوته بالنحيب والعويل، ثم زاد ألم الرزيئة عليه، وكبرت المصيبة في عينيه فصار يهدر كما يهدر المجنون، ولا يعي ما يقول فطورا يقاتل القضاء، وتارة يلعن القدر وانقطع من الدنيا وزال رجاؤه بالآخرة، ويئس من هذه الحياة الفانية.
ثم برد قلبه شيئا فشيئا، وهدأ باله رويدا رويدا، فصار يندب ميته ويعدد محاسنها، ويتذكر زمان طفوليتها وشبابها وعرسها، وكل ذاكرة منه تسيل من عينيه عبرة، وتودع في قلبه حسرة، ولم ير له ملجأ إلا في تسليم الأمر لله والرضاء بما قدره وقضاه فصبر على البلاء، ورجع بانكسار وتزلل إلى الله، وانكب على أعتاب مراحمه كأنه عمل بنصيحة الشيخ محمد عليش حيث قال:
الزم باب ربك واترك كل دون
واسئله السلامة من دار الفتون
لا يضيق صدرك فالحادث يهون
الله المقدر والعالم شئون
अज्ञात पृष्ठ