तारीख़ इल्म-ए-अदब

रूही खालिदी d. 1331 AH
133

तारीख़ इल्म-ए-अदब

تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو

शैलियों

وخرج مشير القصر الإمبراطوري يجول بالعساكر في شوارع باريس، ويقول بما معناه:

إن المعالي عروس غير وامقة

ما لم تخلق ردايها برشح دم

وكان أول هذا الملك من رجل

سعى إلى أن دعوه سيد الأمم

فهذا الرجل هو نابوليون الأول الذي لا يختلف في شجاعته ومهارته اثنان؛ ولكن عساكر الإمبراطورية الثانية لم تظهر البسالة على قول فيكتور هوكو إلا في طرق باريس وميادينها بقتل أحرار الرجال، بل النساء والأطفال ونفيهم من الأرض، وتغريبهم على الجواري المنشآت في البحر، ولما انتشبت الحرب بينهم وبين جيرانهم ولوا مدبرين؛ ولذا كان يقول لهم الشاعر متهكما: «أسد علي وفي الحروب نعامة». على أنا نحن معشر العثمانيين لا ننكر بسالة عساكر الإمبراطورية، ولا شجاعة ماقمهون حينما صعد على قلعة مالاكوف في مدينة سباستابول من شبه جزيرة القرم فقيل له بأن الروس وضعت تحت البرج بارودا لتطيره، فأجاب «أنا هنا واقعد هنا»، فذهبت مثلا وكان ذلك في الحرب التي حدثت بين الدولة العلية والروسيا سنة 1855، وكانت فرنسا وإنكلترة متفقتين مع العثمانيين.

يشتمل ديوان القصاص على نحو مائة منظومة تفجرت منها سهام السخط والغضب، وتساقطت كالرجوم والشهب على نابوليون الثالث، وعلى أشياعه وأحزابه ولم يدع منهم أحدا إلا وعرض به، ورماه بنبال هجوه فندد بأعضاء «مجلس المبعوثان»

50

و«مجلس الأعيان» لتصديقهم على لائحة القانون الأساسي للحكومة الإمبراطورية، وبالذين نفذوا هذا القانون من الوزراء وأمراء العسكر، وسائر رجال الدولة والمعية، وبالذين تملقوا لرجال القصر الإمبراطوري، وقبلوا أعتابهم جرا لمغنم أو دفعا لمغرم، وبالحكام الذين راعوا خواطرهم في الأحكام، وحكموا على أحرار الرجال بل والنساء بالحبس والنفي والإعدام، وبالأقسة والرهبان الذين دعوا في كنائسهم بتأييد عز الدولة الإمبراطورية، وسلق الجميع بألسنة حداد، وكلما ذكر سيئة أو رذيلة لنابوليون الثالث قارنها بحسنة أو فضيلة من حسنات نابوليون الأول وفضائله؛ ولذا لقب الأول بالكبير والثالث بالصغير فورد في أشعاره كثير مما يسميه أدباؤنا في فن البديع بالطباق، وهو الجمع بين متضادين سيما في الهجوية التي عنوانها الاستغفار، أو تكفير السيئات فإنه جعلهما فيه على طرفي نقيض، فأهاجي ديوان القصاص تتخللها أشعار المدح والحماسة.

وفي هذا الديوان أيضا «رثاء في الذين قتلوا في حادثة 4 ديسمبر»، وتحانين الذين أخرجوا من ديارهم ونفوا بعيدين عنها، وأناشيد «الذين سفروا على البحر ووصف حالة أولئك المصابين والمحكومين والمنفيين، وحنينهم إلى أوطانهم وشوقهم لمن تركوه فيها من الأرامل والأيتام ومن الأخوات والبنات، أو الآباء والأمهات اللواتي يبكين عليهم بكاء الخنساء على أخيها مما تنفطر له القلوب، وتتفتت الأكباد لا سيما من قرأ شعره وهو يتألم بلدغة الاستبداد».

अज्ञात पृष्ठ