واتصل خبر هذه الحادثة بالوزير سليمان باشا، فجهز جيشا كبيرا من العرب والأكراد والانكشارية وغيرهم، وسار به نحو البصرة على طريق المنتفك، وهناك التقى بالثائرين في محل يسمى أم العباس، فأوقع بهم ومزقهم، فانهزم أميرهم ثويني، فولى الوزير على المنتفك أميرا حمود بن ثامر بن سعدون، ثم سار إلى البصرة فانهزم منها من كان فيها من الثائرين، فدخلها بسلام في أواخر سنة 1201ه، وبعد أن نظم شئونها ولى عليها متسلما مصطفى أغا الكردي، وجعل لحمايتها فرقة من عساكر الأكراد، وعاد هو ومن معه إلى بغداد. (10) القلاقل في البصرة وغارة أمير نجد عليها
بقي مصطفى أغا الكردي على البصرة إلى سنة 1203ه، فامتنع عن إرسال الخراج إلى بغداد، وعصى على الحكومة، وبعد حوادث طويلة قتل رئيس بوارج الدولة مصطفى أغا الحجازي، وسعى في إيقاد ثورة في البلاد، ولكنه لم ينجح في مسعاه، فزحف عليه الوزير سليمان باشا بجيشه حتى دنا من البصرة فانهزم مصطفى أغا إلى الكويت، فدخل الوزير البصرة، فولى عليها متسلما عيسى بك المارديني، وذلك في سنة 1204ه.
وظل عيسى بك في منصبه إلى سنة 1208ه فعزله الوزير، وأرسل بدله عبد الله أغا، فمكث في منصبه إلى سنة 1213ه، فحدث بينه وبين الوزير سليمان باشا خلاف، فعصى عليه، فجهز الوزير لقتاله جيشا، فانهزم عبد الله أغا، ولكنه بعد أيام قليلة سار إلى بغداد، وخضع للوزير ، وطلب عفوه، فعفا عنه، وأرجعه إلى منصبه في سنة 1214ه، فدام حكمه في البصرة إلى سنة 1216ه فعزله الوزير، وأرسل بدله صهره سليم بك.
ولما مات الوزير سليمان باشا الكبير ببغداد في سنة 1217ه عزل صهره سليم بك عن البصرة،
10
وأرسل بدله إبراهيم أغا متسلما.
وفي أيام المتسلم إبراهيم أغا هذا في سنة 1220ه زحف أمير نجد سعود بن عبد العزيز بجموعه على البصرة، فهجم عليها، فدافع المتسلم دفاعا شديدا حتى ضاق الحال بأهل المدينة، فاستغاثوا بالمنتفكيين، فجاءهم حمود بن ثامر بجموعه نجدة، فاضطر أمير نجد إلى الانسحاب، ولكنه عند عودته أحرق بعض القرى، ونهب وخرب.
وعزل المتسلم إبراهيم أغا في سنة 1223ه وأرسل بدله من بغداد سليم بك، فاستقر أمره في البصرة حتى إذا ما كانت سنة 1225ه حدث بينه وبين الوزير سليمان باشا الفتيل وحشة فأوعز الوزير إلى أمير المنتفك حمود بن ثامر بطرده من البصرة، فحمل عليه حمود، ففشل المتسلم، وتفرقت جموعه، فاضطر إلى الهزيمة، فدخل حمود البصرة، وكتب بذلك إلى الوزير، فأرسل أخاه أحمد بك متسلما للبصرة في السنة نفسها.
وعلى أثر قتل الوزير سليمان باشا الصغير - أو الفتيل - عزل أخوه أحمد بك عن البصرة، ووجهت متسلميتها إلى رضوان أغا في سنة 1226ه ثم عزل، وأرسل بدله يعقوب أغا سنة 1227ه فعزل أيضا في سنة 1228ه، وتولى مكانه سعيد أغا فعزل بعد سنة، وأرسل بدله في سنة 1229ه بكر أغا، فمكث هذا في منصبه إلى سنة 1236ه فعزل وحل مكانه محمد كاظم أغا باني السوق المعروف اليوم بسوق كاظم أغا، وفي أيامه خرج على الحكومة محمد بن ثاقب بن وطبان الزبيري، فهجم بجموعه على قصبة الزبير أولا فصده عنها أهلها بمساعدة آل الزهير، ثم قصد البصرة فجمع كاظم أغا الأهلين، وضم إليهم جيشه، فدافع حتى تمكن من طرد الثائر.
وعزل كاظم أغا في سنة 1239ه، فعين متسلما على البصرة عبد الغني أغا فعزل بعد سنة. (11) غارة المنتفكيين وهجوم بني كعب على البصرة
अज्ञात पृष्ठ