============================================================
المةدهة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى آله وصبه أجممين أما بعد: فهذا كتاب ذكر فيه قصص النبيين وما جرى مجرى ذلك آيام بني إسرائيل وأيام الجاهلية حتى مولد نبينا محمد والموسوم ب (تأريخ الأنبياء) عليهم السلام للخطيب البغدادي.
ولقد اهتم المسلمون بالسيرة وتفسير القصص القرآني منذ النصف الثاني من القرن الأول الهجري: أما تأريخ الأنبياء فقد ورد بعضه في القرآن الكريم وأما تفصيله والتوسع فيه فتأتي في أخبار الأديان الأخرى وخاصة اليهودية والمسيحية، فكان لا بد في ذلك من الاعتماد على أهل تلك الأديان وخاصة ممن أسلم منهم: في الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله قال: ل"ابلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني، ولا تكذبوا علي ومن كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من الناره(1).
فهو محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها عندنا، فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذيها، فيجوز روايتها للاعتبار فأما ما شهد له شرعنا بالصدق فلا حاجة بنا إليه استغناء بما عندنا، وما شهد له شرعنا منها بالبطلان فذاك مردود لا يجوز حكايته إلا على سبيل الإنكار والإبطال (2).
(1) البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري (ت 256 ها. صحيح البخاري: تحقيق الدكتور مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، لبنان، بيروت دون تأريخ . ما ذكر عن أحاديث الأنبياء (50) باب ما ذكر عن بني اسراتيل رقم الحديث (3461). وأخرجه احمد بن حثبل - المسند. ج 2 رقم الحديث (6496). دار الفكر.
(2) ابن كثير: أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي (ت 774 ها، اليداية والنهاية تحقيق يوسف الشيخ
पृष्ठ 5