============================================================
ذكر ذي القرنين عمرو بن العاص قال ابن عباس كيف تقرأها قال حامية بالألف غير المهموزة، فقال ابن عباس إن القرآن لم ينزل على ابن العاص إنما نزل في بيتي وأنا أعلم به، قال معاوية قد اختلفتما وأرسل إلى كعب الأحبار فسأله فقال: أما القرآن فأنتم أعلم به مني وأما الشمس فإني أجد في كتاب الله تعالى أنها تغرب بين الماء والطين، فلما رجع الرسول قال ابن عباس هذا تصديق قراءتي فإن الحمثة ذات حماة وهي الطين فلما خرج ابن عباس من عند معاوية سأله رجل من حمير عن منازعتهما فأخبره فقال: لو كنت عندكما لرفدتك ببيتين من قول تبع وصف حال ذي القرنين ومسيره ومصادفته مغرب الشمس قال وما هما؟ قال يقول : شعر: بلغ المشارق والمغارب يبتغي أسباب أمر من حكيم مرشد فراى مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأو حرمد قال ابن عباس للرجل ما الثأط قال: الحمأة بلغة حمير، قال: وما الحرمد؟ قال: الأسود فدلت هذه الحكايات عى أن حمئة أولى من حامية قال وهب: ثم إنه جند من أهل المغرب أمما فجعل جندا واحذا من أجناده ثم سار يقودهم النور وسيوفهم من خلفه في الظلمة وسار في ناحية أرض اليمن وهو يريد الأمة التي في قطر الأرض الأيمن التي يقال لها هاويل وكان إذا بلغ بحرا أو مخاضا بنى سفنا من ألواح صغار أمثال البغال فيضتها في ساعة ويحمل عليها جميع من معه من الجنود فإذا جازها فتقها ودفع إلى كل رجل لوحا فلا يكثر حمله، فلم يزل ذلك دأبه حتى انتهى إلى هاويل فعمل فيها كعمله في ناسك فلما فرغ منها مضى على وجهه كذلك حتى انتهى إلى مطلع الشمس فوجد الأمة التي يقال لها المنسك فذلك قوله تعالى: حتة إذا بلغ مطلع الشتس وجدها تطلع على قور لر نجعل لهر من دونا سترا [الكهف: الآية 90] وذكر أنه كان لهم أسراب يدخلونها عند طلوع الشمس فلا يضرهم حرها، وروي أنه رأى لهم آذان مثل آذان الفيلة بل أكبر، وقالوا مثل الأكسية فكان الواحد منهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى فإذا ارتفعت الشمس وغريت عنهم خرجوا من أسرابهم، فلما بلغهم ذو القرنين عمل فيهم عمله في الأمتين اللتين قبلهما ثم كر راجغا في ناحية الأرض اليسرى وكان قد اتخذ من هاويل جنودا وكذلك من منسك فسار بهم نحو الأمة التي في قطر الأرض اليسرى وهم قاويل بحال هاويل، فلما بلغها عمل فيها كعمله في الأمم التي قبلها وجند منهم جنودا وعطف إلى الأمم التي في وسط الأرض فلما كان في بعض الطرق مما يلي منقطع الترك نحو المشرق مما وراء الصين قالت له أمة من الأنس وهم الذين قال الله تعالى عنهم: { وبجد ون دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا بلذا القرنين إن يأجوج وماجوج منسدود فى
पृष्ठ 354