============================================================
يسو الله التمن التحير في ذكر آدم(1) عليه السلام لما أراد الله تعالى خلق آدم عليه السلام أوحى إلى الأرض: إني أريد أن أخلق منك خلقا فمنهم من يطيعني ومنهم من يعصيني، فمن أطاعني آدخلته جنتي، ومن عصاني أدخلته التار، فبكت الأرض فانفجرت منها العيون إلى يوم القيامة. ثم أمر الله تعالى جبرائيل أن يأتيه بقبضة من الأرض فأقسمت الأرض بالله تعالى أن لا يأخذ منها شيئا يكون نصيبا للنار، فرجع جبرائيل ولم يأخذ منها شيئا، ثم أمر الله بذلك ميكائيل ثم إسرافيل فرجعا ولم يأخذا منها شيئا، ثم أمر الله تعالى بذلك عزرائيل فأخذ فلم يلتفت إلى قسمها وأتى بها إلى الملك الجبار فقال تعالى: أنت تصلح لقبض الأرواح فسماه ملك الموت، وكان إبليس عليه اللعنة قد وطىء الأرض بقدميه فخلقت النفس مما م قدم إبليس فصارت طباعة مأوى البشر، ومن التربة التي لم تصل إليها قدم ابليس أصل الأنبياء والأولياء، ثم عجنها بطينة ثم تركها أربعين سنة طينا لازقا بعضه يلصق بعضه ثم تركها أربعين سنة صار صلصالا كالفخار ليعلم أن أمره بالصنع والقدرة لا بالطبع والحيلة، ثم جعله جسذا ووضعه بين مكة(2) والطائف (3) أربعين سنة، وقيل إنه أمطر على جسد آدم ماء الحزن أربعين سنة، ثم أمطر عليه السرور سنة واحدة، (1) ينظر خلق آدم في ابن قتيبة، أبي محمد عبد الله بن مسلم (ت 276 ها، المعارف، حققه ثروت عكاشة، دار المعارف بمصر الطبعة الثانية ص 14. الطبري، أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه تأريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل، دار المعارف بمصر، الطبعة الخامسة، 89/1. ابن الأثير: محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزرى (ت 630 ه)، الكامل في التاريخ، دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان الطبعة الأولى سنة 1407 ه- 1487 م، 26/1.
ابن كثير، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل ين عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي (ت 774 ها، البداية والنهاية تحقيق صدقي جميل، دار الفكر، بيروت، لبنان، سنة الطبع 1419 - 1998 م 1/.
(2) مكة: بيت الله الحرام، إنما سميت مكة لازدحام الناس بها، ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله (ت 616 ها، معجم البلدان، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، 181/5.
(3) الطائف: الطائف بالغور من القرى، والطائف هو وادي وج وهو بلاد ثقيف. المصدر السابق 8/4.
पृष्ठ 31