إلى آخرها. وله في الزهد قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
دعيني أطفي عبرتي مابداليا * وأبكي ذنوبي اليوم إن كنت باكيا
لعل البكاء يشفي من الوجد بعضه * إذا لم يكن للكل من ذاك شافيا
وأشفي غليلا في فؤادي بالبكاء * وإن قال جهال من الناس ماليا
ولن يسلم المحزون من عضة القضاء * إذا كانت الأحزان تنفي كماهيا
فقد مات همام لوعط إمامه * وصادف قلبا للمواعظ واعيا
وليس عجيبا إن بكيت ولو دما * وأذهب دمعي من بكائي الأماقيا
إلى قوله:
فيا عجبا من غافل غير عاقل * يجدد من دنياه ما صار باليا
ويعمر ما قد خرب الدهر قبله * ويتبع تسويفا له وأمانيا
ومن هرم يزداد ضعفا وذلة * وآماله ترمي بهن المراميا
إلى قوله:
فيا أيها المغرور أقصر عن الهوى * وأقبل إلى التقوى ولا تك لا هيا
وكن جاهدا في طاعة الله ربنا * تفز بالذي تهوي ولا تك عاصيا
فلو لم يكن غير الممات ووحشة ال * قبور وكون المرء في القبر جاثيا
وماذا يلاقي من نكير ومنكر * لكان لنا هذا من الشر كافيا
كفى بالبلاء والموت زاجرا * وبالتثبيت عن فعل المظالم ناهيا
إلى آخرها وهي مذكروة في الحدائق الوردية 2/121 122.
ومن قصيدة قالها في حال صغره وهو يتعلم القرآن تصور البيئة الصالحة التي كان يحياها (ع) منها:
إذا أعطيت نفس الفتى قوتها الذي * حياها به رب العباد اطمأنت
وماتت ولم تغلبه إن كان غافلا * وعادت إلى التقوى وصامت وصلت
وإن هي لم تعط الذي جبيت به * من الرزق أمست في الهموم وظلت
وكان قصارى أمرها أن تردها * إلى جهلها قسرا، وخابت وظلت
وما تعبت نفس وهانت وانصبت * وذلت لرب الناس إلا وعزت
فيارب فارزقني اليقين فإنه * وتقواك رأس الدين واجعله عدتي
وزدني علما نافعا وتوفني * شهيدا ولا تدحض بعدلك حجتي
وكفر ذنوبي رب واغفر خطيئتي * وإن عظمت يوما لديك وجلت
पृष्ठ 198