तरग़ीब व तरहीब
الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة
प्रकाशक
مكتبة مصطفى البابي الحلبي
संस्करण संख्या
الثالثة
प्रकाशन वर्ष
١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م
प्रकाशक स्थान
مصر
ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويتجنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة حتى إنها لتصطفق (١)، ثم تلا (إن تجتنبوا كبائر (٢)
ما تنهون (٣) عنه نكفر (٤) عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريمًا). وقال الحاكم صحيح الإسناد.
١٦ - وعن عثمان ﵁ قال: حدثنا رسول الله ﷺ عند انصرافنا من صلاتنا، أراه قال العصر. فقال: ما أدرى أُحدثكم أو أسكت؟ قال: فقلنا يا رسول الله إن خيرًا فحدثنا، وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم. قال: ما من مسلمٍ يتطهر فيُتم الطهارة التى كتب الله عليه فيصلى هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفاراتٍ (٥) لما بينها.
وفي رواية: أن عثمان ﵁ قال: والله لأُحدثكم حديثًا لولا آية (٦) في كتاب الله ما حدثتكموه: سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا يتوضأٌ رجلٌ
(١) ينتشر ضوؤها وتضطرب أبوابها ومنه حديث أبى هريرة ﵁ (إذا اصطفق الآفاق بالبياض) أي اضطرب وانتشر الضوء، وهو افتعل من الصفق أي التتابع. صفق الباب: رده، وأصفقه أيضا والريح تصفق الأشجار فتصطفق: أي تضطرب.
(٢) الكبيرة متعارفة في كل ذنب تعظيم عقوبته، والجمع الكبائر قال تعالى: (ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى .. الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذْ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم، فلا تزكوا على أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) ٣٣ من سورة النجم، أي سبب الأعمال الحسنة دخلوا الجنة. والإثم ما كبر عقابه، وصعب وعيده والفواحش أقبح الذنوب: كالزنا وقتل النفس والله يغفر الحسنة أي ما قل وصغر.
(٣) وفى غريب القرآن: قيل أريد به الشرك؛ لقوله: (إن الشرك لظلم عظيم). وقيل هو الشرك وسائر المعاصى الموبقة، كالزنا وقيل النفس المحرمة ولذلك قال (إن قتلهم كان خطئا كبيرًا) أهـ ص ٤٣٢.
(٤) نغفر لكم صغائركم ونمحها عنكم. قال البيضاوى: الكبيرة: كل ذنب رتب الشارع عليه حدا، او صرح بالوعيد فيه، وقيل: ما علم حرمته بقاطع، وعن النبى ﷺ أنها سبع: (الإشراك بالله، وقتل النفس التى حرم الله، وقذف المحصنة، وأكل مال اليتيم، والربا، والفرار من الزحف، وعقوق الوالدين) وعن ابن عباس ﵄: (والكبائر إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع) والمدخل الكريم: الجنة، أو ما وعد من الثواب. أو إدخال مع كرامة.
(٥) مزيلات الصغائر.
(٦) مثل قوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) ١٦١ من سورة البقرة. أحبار اليهود يخفون الآيات الشاهدة على أمر محمد ﷺ، وما يهدى إلى وجوب اتباعه والإيمان به، وفي التوراة أدلة ذلك، ومن ذا جاءت الشريعة المحمدية، وألزمت العالم أن يجود بعلمه.
1 / 238