واعلم يا أخي أن حول الكعبة قبر ثلاثمائة نبي ، وما بين الركن اليماني والركن الأسود قبر سبعين نبيا ، قتلهم الجوع والقمل ، وقبر إسماعيل وأمه هاجر تحت الميزاب في الحجر ، وقبر نوح وهود وشعيب وصالح فيما بين زمزم والمقام ، وما على وجه الأرض بلد وفد إليه جميع الناس والنبيين والملائكة والمرسلين والعباد والزهاد والصلاح من عباد الله من أهل السموات والأرض ، والجن والإنس إلا مكة المشرفة ، وما على وجه الأرض بلد يرفع الله تعالى فيه الحسنة الواحدة بمائة ألف حسنة إلا مكة ، ومن صلى فيها صلاة رفعت له مائة ألف صلاة ، ومن صام فيها يوما كتب له صوم مائة ألف يوم ، ومن تصدق فيها بدرهم كتب الله له مائة ألف درهم صدقة ، والدرهم منها أثقل من جبل أبي قبيس / ومن ختم فيها القرآن مرة واحدة كتب اله له ثواب مائة ألف ختمة بغيرها ، وكل حسنة فعلها العبد في الحرم بمائة ألف حسنة بغيرها ، وكل أعمال البر فيها كل واحدة بمائة ألف ، وما أعلم بلدة يحشر الله تعالى منها يوم القيامة من الأنبياء والأصفياء ، والأتقياء، والأبرار، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ، والعلماء والفقهاء ، والفقراء من الرجال والنساء إلا من مكة ، إنهم يحشرون وهم آمنون من عذاب الله يوم القيامة ، وليوم في حرم الله وأمنه أرجى بك وأفضل من صيام الدهر وقيامه في غيرها من البلدان ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ، وقال صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ، فإن صلاة بالمسجد الحرام بمائة ألف صلاة في غيره ، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة ، وليس على وجه الأرض بقعة ينزلها كل يوم من عند الله مائة وعشرون رحمة إلا مكة / المشرفة، ستون منها للطائعين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين إلى الكعبة ، والنظر إلى البيت عبادة ، وقال صلى الله عليه وسلم : من نظر إلى البيت إيمانا وتصديقا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وما على وجه الأرض بلدة أبواب الجنة كلها مفتحة إليها إلا مكة ، لأن أبواب الجنة ثمانية ، فباب منها الكعبة ، وباب منها تحت الميزاب ، وباب عند الركن اليماني ، وباب عند الركن الأسود ، وباب خلف المقام ، وباب عند زمزم ، وباب عند الصفا ، وباب عند المروة ، ولا يدخلها أحد إلا برحمة الله ، ولا يخرج منها أحد إلا بمغفرة الله تعالى ، فإن الله تعالى قال : [ومن دخله كان آمنا] (¬1) أي من النار ، وما على وجه الأرض بلدة يستجاب فيها الدعاء في خمسة عشر موضعا إلا مكة ، أولها جوف الكعبة، وعند الركن الأسود ، وعند الركن اليماني ، وتحت الميزاب ، والحجر ، وفي الملتزم ، وخلف المقام ، وعند زمزم ، وعند الصفا ، وعلى المروة ، وفي الموقف ، وعند المشعر الحرام ، وعند الجمرات الثلاث مستحب .
पृष्ठ 5