इस्लाम में शिक्षा और शिक्षण
التربية والتعليم في الإسلام
शैलियों
بعمل باهر في هذا الصدد حين افتدى عشرة من الأسرى الكفار بتعليم أطفال المسلمين، ثم إنه حض الناس على التعليم، وأمر بالتعليم احتسابا لوجه الله، ولنيل الأجر والمثوبة عند الله، وفي هذا أيضا ما يشعر بإلزامية التعليم.
وقد ظل المعلمون والمفتون زمن الرسول
صلى الله عليه وسلم
وأيام الخلفاء الراشدين والأمويين حتى القرن الثاني للهجرة، وهم في خلاف على جواز أخذ الأجرة على التعليم كما أسلفنا، ولقد بحث الفقهاء مطولا ومنذ زمن مبكر في حكم التعليم بصورة عامة هل هو مباح أو واجب، وإذا كان واجبا فمن هو المكلف به، وما هو نوع التعليم الذي يجب أن يكلف به؟ ولعل أجل كاتب تعرض لهذه النقطة الخطيرة وناقشها مناقشة دقيقة وانتهى إلى أن الإسلام يلزم تابعيه بوجوب التعليم هو الإمام القابسي في رسالته القيمة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين. وقد حلل الدكتور الفاضل الأهواني ناشر رسالة القابسي ما جاء فيها مما يتعلق بهذا الأمر تحليلا مفيدا حيث يقول: «... فالقابسي يريد أن يعلم أبناء الشعب جميعا لأنه يريد أن ينتشر الدين ولا يحرم أحدا، ولم يرد في القرآن نص على وجوب التعليم ولا يوجب الحديث مثل ذلك، ولم يعهد عن الصحابة والتابعين أنهم أوجبوا على الناس تعليم أولادهم وإرغامهم على إرسالهم إلى الكتاتيب أو استحضار المعلمين لهم؛ لذلك احتال القابسي للحكم في هذه المسألة الجديدة التي لم يسبقه إليها أحد، وبين أيدينا كتاب ابن سحنون في التعليم الذي دونه عن أبيه، فلا نجد فيه ذكرا لهذا الموضوع.»
وأدلة القابسي قوية أخاذة تنقلك من فكرة إلى أخرى حتى تنتهي بك إلى أن تعليم الصغار ضروري واجب، وأن هذا الوجوب هو الوجوب الشرعي على طريقة الفقهاء، وذلك أن معرفة العادات واجبة بنص القرآن، ومعرفة القرآن واجبة أيضا لضرورتها في الصلاة، وأن الوالد مكلف بتعليم ابنه القرآن والصلاة؛ لأن حكم الولد في الدين حكم أبيه، فإذا لم يتيسر للوالد أن يعلم أبناءه بنفسه فعليه أن يرسلهم إلى الكتاب لتلقي العلم بالأجر، فإذا لم يكن الوالد قادرا على نفقة تعليم ولده فأقرباؤه مكلفون بذلك، فإذا عجز أهله عن نفقة التعليم فالمحسنون مرغبون في ذلك، أو أن معلم الكتاب يعلم الفقراء احتسابا أو من بيت المال ... والنتيجة التي يريد أن يصل إليها القابسي هي تعليم أبناء المسلمين أغنياء وفقراء، وهذا هو نص التعليم الإلزامي الذي أعلنه القابسي في القرن العاشر للميلاد؛ أي في صميم القرون الوسطى التي كان أهل أوروبا يعيشون فيها مع الجهل ...
78
ولقد أقر كثير من الفقهاء المغاربة والمشارقة الإمام القابسي على نظريته هذه لأنها نظرية سليمة، وفتواه وجيهة؛ ولذلك أوجبوا التعليم الإلزامي الابتدائي للأطفال المسلمين مستندين في ذلك إلى الحديث النبوي الكريم القائل: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.» وهم وإن اختلفوا في نوع هذه العلم المفروض طلبه على كل مسلم ومسلمة، فإنهم طرا مجمعون على إلزام تعليم ضروريات من الدين، ولا يتوصل إلى تعليم تلك الضروريات الدينية إلا بتعلم مبادئ القراءة والكتابة ودراسة القرآن الكريم. وبتعلم تلك المبادئ ودراسة القرآن يخرج المرء من الأمية إلى العلم.
تعليم البنات:
من الأمور التي لها علاقة وشيجة بإلزامية التعليم أمر تعليم البنات، وقد انقسم المربون المسلمون في القدر الواجب تعليمه للفتاة المسلمة؛ فقد روي عن الرسول
صلى الله عليه وسلم
अज्ञात पृष्ठ