इस्लाम में शिक्षा और शिक्षण
التربية والتعليم في الإسلام
शैलियों
241
وهذا زياد بن أبيه الأمير القائد المشهور يؤلف كتابا في المثالب يتهجم فيه علي من عيروه،
242
ثم جاء من بعده الهيثم بن عدي فألف في المثالب لأنه كان دعيا، فأراد أن ينتقص أهل الأنساب والأشراف،
243
ثم جاء بعدهما النضر بن شميل الحميري وخالد بن سلمة المخزومي (؟-132) وألفا كتاب الواحدة في المثالب.
244
فهذه الكتب كلها قد ألفت في العصر الأموي وتناقل الناس أخبارها كما رووا بعض الأخبار مما ورد في فصولها. ومما ألف في هذا العصر الأموي أيضا من الكتب غير ما سلف ذلك الديوان الضخم الذي جمعت فيه أشعار العرب وأخبارها وأنسابها؛ فقد روى ابن النديم عن أبي العباس ثعلب النحوي أنه قال: جمع ديوان العرب وأشعارها وأخبارها وأنسابها الوليد بن يزيد بن عبد الملك ورد الديوان إلى حماد وجناد.
245
هذه نبذة عن حركة التدوين قبل الإسلام وبعده إلى أواخر العصر الأموي. أما في العصر العباسي، فقد انتظمت تلك الحركة بشكل تام واتبعت طريقة علمية صحيحة في ذلك ووضعوا لها القواعد ورتبوها ونظموها، كما فننوا أصول الكتابة وقواعد النسخ والتدوين وطرائق الخط وأساليب التأليف. قال ابن جماعة الكناني: ويشترط فيمن نصب نفسه للتدوين والتصنيف أن يكون تام الأهلية كامل الفضيلة. إلى آخر الشروط التي اشترطها، وقال الخطيب مبينا فضائل التدوين إنه «يثبت الحفظ ويذكي القلب ويشحذ الطبع ويجيد البيان، ويكسب جميل الذكر وجزيل الأجر.» وقال ابن جماعة في بيان ما يجب على المؤلف والمدون البداءة به: «والأولى أن يعتني بما يعم نفعه وتكثر الحاجة إليه، وليكن اعتناؤه بما لم يسبق إليه تصنيفه متحريا إيضاح العبارة في تأليفه معرضا عن التطويل الممل والإيجاز المخل، مع إعطاء كل مصنف ما يليق به، ولا يخرج تصنيفه من يده قبل تهذيبه وتكرير النظر فيه وترتيبه، وبين الناس من ينكر التصنيف والتأليف في هذا الزمان على من ظهرت أهليته وعرفت معرفته، ولا وجه لهذا الإنكار إلا التنافس بين أهل الأعصار ...»
अज्ञात पृष्ठ