Tarajim al-Muʾallifin al-Tunisiʾin
تراجم المؤلفين التونسيين
प्रकाशक
دار الغرب الإسلامي
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
١٩٩٤ م
प्रकाशक स्थान
بيروت - لبنان
शैलियों
كابن عصفور وابن الأبّار وأبي بكر ابن سيد الناس وأبي المطرّف بن عميرة وغيرهم.
وابن الأبّار لم يستفد من تجاربه في خدمته الديوانية مع ما فيه من خفة وطيش فألب الأعداء حوله لسلاطة لسانه وإيذائه به وغروره فلم يقصّر هؤلاء في نسج الدسائس له حتى أودوا بحياته ومنهم الوزير أحمد بن أبي الحسين، والكاتب أحمد بن إبراهيم الغساني، هذا زيادة عما في حياة القصر من رسوم تضيق بالفضول والغرور.
وقد تمكّن خصوم ابن الأبّار وأضداده وفي مقدمتهم الوزير ابن أبي الحسين من إيغار صدر المستنصر عليه، فنفاه إلى بجاية سنة ٦٥٥/ ١٢٥٧.
وفي مدة نفية ببجاية لقيه أبو الحسن علي بن سعيد الأندلسي وقال بعد أن أشار إلى قصيدته السينية وتوفيقه فيها وإعجاب الناس بها: «إلا أن أخلاقه لم تعنه على الوفاء بأسباب الخدمة، فقلصت عند ذلك النعمة، وأخر من تلك العناية، وارتحل إلى بجاية، وهو الآن عاطل من الرتب، خال من حلى الادب مشتغل بالتصنيف في فنونه، مثقل منه بواجبه ومسنونه، ولي معه مجالسات آنق من الشباب، وأبهج من الروض عند نزول السحاب (١).
وفي هذه الفترة نقّح وزاد في كتابة «التكملة لكتاب الصلة» وأتم كتابه «الحلة السيراء» واستطاع ابن الأبّار أن يسترضي السلطان المستنصر فعاد إلى تونس. ولم تطل مدة إقامته بها حتى قتل.
وذكروا في سبب قتله أنه جرى بالمجلس يوما ذكر مولد الواثق ابن السلطان المستنصر فلما كان من الغد جلب ابن الأبّار بطاقة يعرف فيها بساعة المولد والطالع (٢) فلما وقف عليه المستنصر قال: «هذا فضول ودخول فيما لا يعنيه من أمرنا» وأمر بتثقيفه بسقيفة القصبة، وبعث إلى داره أحمد بن إبراهيم الغساني وبينهما من العداوة ما يكون بين صاحب خطة أخذها أحدهما من الآخر فوجد في تقاييده أبياتا منها:
طغى بتونس خلف ... سمّوه ظلما خليفة (٣)
وحكى المرادي أن البيت الذي وجد له يقتضي هجاء الخليفة هو قوله:
عق أباه وجفا أمه ... ولم يقل من عثرة عمه
فلما قرأها السلطان أمر بضربه ضربا شديدا ثم قتل مرشوقا بالرماح، وأخذت كتبه
_________
(١) نفح الطيب ٤/ ٢٨٢ وينظر اختصار القدح المعلى ١٩١.
(٢) يبدو أنه كان عارفا بالتنجيم.
(٣) بعد سقوط الخلافة العباسية ببغداد بسنوات تلقب المستنصر الحفصي بلقب الخليفة وأمير المؤمنين وجاءت البيعة من الآفاق. وإذا ثبت هذا البيت فإن ابن الأبّار لا يراه أهلا للخلافة.
1 / 20