183

तराइफ फी मअरिफत मज़हब

الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف

آبائه السلام ونقلوا عنه أخبارا متظاهرة وإذ كان(ع)غير ظاهر الآن لجميع شيعته فلا يمتنع أن يكون جماعة منهم يلقونه وينتفعون بمقاله وفعاله ويكتمونه كما جرى الأمر في جماعة من الأنبياء والأوصياء والملوك حيث غابوا عن كثير من الأمة لمصالح دينية أو دنيوية أوجبت ذلك.

وأما من يشك في هذا من مخالفينا ويقولون أنه ما ولد فلو خالطونا وسمعوا أخبارنا الصحيحة عن الثقات تحققوا ما نقلناه.

وأما استبعاد من استبعد منهم ذلك لطول عمره الشريف فما يمنع من ذلك إلا جاهل بالله وبقدرته وبأخبار نبينا وعترته أو عارف ويعاند بالجحود كما حكى الله تعالى عن قوم فقال وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا (1). فكيف يستبعد بطول الأعمار وقد تواتر كثير من الأخبار بطول عمر جماعة من الأنبياء وغيرهم من المعمرين وهذا الخضر(ع)باق على طول السنين وهو عبد صالح من بني آدم ليس بنبي ولا حافظ شريعة ولا بلطف في بقاء التكليف فكيف يستبعد طول حياة المهدي(ع)وهو حافظ شريعة جده محمد(ص)ولطف في بقاء التكليف وحجة في أحد الثقلين اللذين

قال النبي(ص)فيهما إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض

والمنفعة ببقائه في حال ظهوره وخفائه أعظم من المنفعة بالخضر.

وكيف يستبعد طول عمره الشريف من يصدق بالقرآن وقد تضمن قصة أصحاب الكهف أعجب من هذا لأنه مضى لهم على ما تضمنه القرآن ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا وهم أحياء كالنيام يقلبهم الله ذات اليمين و ذات الشمال لئلا تبلى جنوبهم بالأرض فهؤلاء محتاجون إلى الطعام والشراب قد بقوا هذه المدة بنص القرآن بغير طعام ولا شراب مما يأكل الناس وبمقتضى ما تقدم من الخبر

पृष्ठ 185