65

Taqreeb al-Tadmuriyyah

تقريب التدمرية

प्रकाशक

دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة

संस्करण संख्या

الطبعة الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٩هـ

प्रकाशक स्थान

الدمام

शैलियों

حرفها إلى معان لا تدل عليها. - وكان نفيه وتعطيله بلا علم، بل عن جهل وظن فاسد. - ولزم من نفيه لصفة الكمال التي تضمنها كونه في السماء ثبوت صفة النقص؛ لأن نفيه لصفة العلو يستلزم أحد أمرين ولابد: فإما أن يكون الله تعالى في كل مكان بذاته! والقول بهذا في غاية الضلال والكفر، لأنه يستلزم إما تعدد الخالق، وإما تبعضه، ويستلزم كذلك: أن يكون في محلات القذر والأذى التي يتنزه عنها كل ذي مروءة، فضلًا عن الخالق. وإما أن يكون الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت، ولا متصلًا ولا منفصلًا، ولا مباينًا ولا محايثًا ... ونحو ذلك من العبارات المتضمنة للتعطيل المحض، وحقيقة هذا نفي وجود الخالق جل وعلا.
القاعدة الخامسة: في علمنا بما أخبر الله تعالى به عن نفسه ما أخبرنا الله به عن نفسه فهو معلوم لنا من جهة، ومجهول من جهة. معلوم لنا من جهة المعنى، ومجهول لنا من جهة الكيفية. * أما كونه معلومًا لنا من جهة المعنى فثابت بدلالة السمع؛ والعقل. فمن أدلة السمع قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: ٢٩] . وقوله: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: ٨٢] . وقوله: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد:٢٤] وقوله ﷺ: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

1 / 69