١٤
الجمهورية العراقية
وزارة الأوقاف
إحياء التراث الإسلامي
التقفية في اللغة
لأبي بشر اليمان بن أبي اليمان البندنيجي
(المتوفى سنة ٢٨٤ هـ)
حققه
الدكتور
خليل إبراهيم العطية
١٩٧٦
مطبعة العاني - بغداد
1 / 1
كتاب
التقفية في اللغة
تأليف
أبي بشر البندنيجي
واسمه اليمان بن أبي اليمان
الشاعر
1 / 35
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب التقفية إملاء أبي بشر وَسَمَّاهُ بذلك، لأنه مُؤَلَّفٌ على القوافي، والقافية: البيت من الشِّعر.
ونظر في الكلام فوجده دائرًا على الحروف الثمانية والعشرين الموسومة بألف با تا ثا عليها بناء الكلام كله: عربية وفصيحة، فهي محيطة بالكلام، لأنه ما من كلمة إلا ولها نهاية إلى حرف من هذه الثمانية والعشرين حرفًا، فأراد أن يجمع من ذلك ما قدر عليه وبلغه حِفظه، إذ كان لا غنى لأحدٍ من أهل المعرفة والأدب عن معرفة ذلك، لأنه يأتي في القرآن والشعر وغير ذلك من صنوف الكلام فجمع ما قدر عليه وأدركته معرفته، ثم رأى أنه لو جمع ذلك على غير تأليف متناسق ثم جاءت كلمة غريبة يحتاج الرجل إلى معرفتها من كتابنا هذا لصَعُب عليه إدراكها لسعة الكلام وكثرته فألفه تأليفًا متناسقًا متتابعًا ليسهل على الناظر فيما يحتاج إلى معرفته.
1 / 36
قال: ونظرنا في نهاية الكلام فجمعنا إلى كل كلمة ما يشاكلها، ما نهايتها كنهاية الأول قبلها من حروف الثمانية والعشرين، ثم جعل ذلك أبوابًا على عدد الحروف، فإذا جاءت الكلمة مما يحتاج إلى معرفتها من الكتاب نظرت إلى آخرها ما هو من هذه الحروف؟ فطلبته في ذلك الباب الذي منه فإنه يسهل معرفتها إن شاء الله.
وقد يأتي من كل باب من هذه الثمانية والعشرين، أبواب عدة لأنا إنما ألفناه على وزن الأفاعيل فلينظر الناظر المرتاد وزن الكلمة في أي الأبواب هو فإنه يدرك الذي يطلب. وأضفنا إلى كل كلمة من كل باب ما يشاكلها من الكلام الفصيح الذي لا يجهله العوام، ليكون ذلك أجمع لما يريده المرتاد لما وصفناه.
وأول ما ابتدئ في كتابنا هذا الألف لأنها أولُ الحروفِ وعلى ذلك جرى أمر الناس ثم نؤُلفه على تناسقه.
1 / 37
" باب الألف الممدودة "
الأَبَاء: القَصَب، ويقال: رؤوس القَصَب، قال عُروة بن الوَرد:
يَظَلُّ الأَبَاءُ وَاقِعًا فَوقَ ظَهْرِهِ
لَهُ الشَّدَّةُ الأُولَى إِذا القِرنُ أَعْوَدَا
والإباء: الامتناع، يقال: أَبَى يَابَى إِبَاءً. وواحد الأباء: أَبَاءَةٌ.
قال مُهَلْهل:
أنكحها فقدُها الأراقم في
جَنْبٍ وكان الحِبَاءُ من أَدَم
[٢ ب] جنَب: حَيٌّ مِنَ اليمن.
1 / 38
والخِبَاء: بيت الوَبَر. والسِّباء: اشتراءُ الخَمر، يقال: سَبَأتُ الخَمر أَسبؤها سِبَاءً، قال امرؤ القيس:
وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَويَّ وَلَم أَقُل
لِخَيلِيَ كُرَّي كَرَّةً بَعدَ إِجفالِ
وقال الأعشى:
مَعي مَن كَفاني غَلاءَ السِّبا
ءِ وَسَمعَ القُلوبِ وَأَبْصَارَهَا
والهَباء: الغُبار الذي ينتثرُ من الشمسِ إذا دَخَلَتْ في خَصَاصَةِ البيت. قال الله ﷿: ﴿فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ وهو الأهباءُ أيضًا، قال الحارث بن حِلّزة:
فَتَرَى خَلْفَهنَّ مِنْ سُرْعَةِ الرَّ
جعِ مَنينًا كَأَنَّهُ إِهباءُ
والحِرْبَاء: دُوَيْبَةٌ كالضَّبِّ وليست به. والعِلْبَاءُ: عِرْقٌ يأخذ عُنُق البعير وبه قوته، والحَصْبَاء: الحَصَى، والقَصْبَاءُ: المكان الذي ينبت القَصَب. والفَتَاء: سِن الفَتَى، يقال: إنه لفَتِيٌّ بَيِّن الفتاء،
1 / 39
يقال: صَبِيٌّ بَيِّنُ الصِّبَا، ورجل الرجولة. قال الربيع بن ضبيع الفَزَارِيُّ:
إِذَا عَاشَ الْفَتَى مائتين عامًا
فقدْ ذَهَبَ البَشَاشَةُ والفَتاءُ
والعَباء: جمع عَبَاءَة. والقِبَاء: الملبوس، وإنما سُمِّي قِبَاءً [٣ آ]
لأنه يُقبى؛ أي: يُجمع، يقال: قبوتُ المتاعَ أقبوهُ قَبْوًا إذا جمعتَ بعضه على بعض.
والكِباء: العود الذي يُتدخن بِهِ؛ يقال منه: اكتبى الرجلُ يَكْتَبِي اكْتِبَاءً إِذَا تَدَخَّنَ، وقال أبو داود الإيادي:
يَكتَبينَ اليَنجوجَ في كَبَّةِ المَشـ
ـتى وَبُلهٌ أَحلامُهُنَّ وِسامُ
1 / 40
والشتاء: ضد الصيف. والحُنْظباء: دُويْبَة كالجُعَل. والغُثَاءُ: ما حمل السَّيْلُ من النبت والخَشَب وغير ذلك، قال جرير:
هَلَّا سَأَلْتَ غُثَاءَ دِجْلَةَ عَنْكُم ُ
وَالْخَامِعَاتُ تُجَرْرُ الْأَوْصَالَا
والنَّافقاء والرهطاء والداماء والقصعاء والغابياء - هذه كلها جِحَرةُ اليَرَابِيعِ والضِّباب فأما النافقاء: فهو الجُحْر الَّذِي يجعل فيه اليربوع أماكن رقيقةً فإذا حُفر من ناحيةٍ ليدخل عليه فيؤخذ، حفر بعض تلك الأماكن الرقيقة فخرج، ومن ذلك أُخِذَ النفاق لأنه خداع، فَشُبِّهَ المنافق باليربوع في نِفَاقِهِ؛ لأن الطالب له جُحْرِهِ يرى أن قد قُدِرَ عليه وقد خرج من ذلك المكان الرقيق.
والرجاء: رَجاؤك الشيء ترجوه أَنْ يَاتِيك، والنجاء: السُّرعة، قال طرفة [٣ ب]:
وإِنْ شِئْتُ سامي وَاسِطَ الكُور رَاسها
وَعَامَتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاء الخَفَيددِ
وأما القاصعاء: فهو جُحْر ضَيِّقٌ يجتمع فيه اليَربوع، قال أوس بن حجر:
1 / 41
يَوَدُّ أَبُو ليلى طُفَيْلُ بن مَالِكٍ
بِمُنْعَرجِ السُّؤبان لم يَتَقصعِ
وأما الراهطاء: فهو جُحْرٌ فيه جِحَرة تَتَشَعَّبُ. وأما الدَّاماء:
فهو التُّراب الذي يجمعه حول جُحره ليخفي جُحْره على الناس.
واللَّفاء: وهو الشيء الخَسيس اليَسير، قال الشاعر:
لم يُعْطنِي من لسعةٍ قتلتهمُ
إِلَّا اللفاءَ، فَقَالَ: خُذْهُ أَوْ ذرِ
والرمضاء: الحَصى تُصيبه الشمسُ فيشتد حَرُّهُ، والعِدَاءُ: المُوالاة بين الشيئين، قال امرؤ القيس:
فَعَادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ
وَكَانَ عِدَاءُ الْوَحْشِ مِنِّي عَلَى بَال
والهِجَاء: الذَّمُّ. واللِّحَاءُ: قِشْرُ العصا والثمرة وغيرها، واللِّحَاءُ من القول: القَبِيحُ، يقال منه: لاحي فلانٌ فلانًا يُلَاحِيهِ مُلَاحَاةً وَلِحَاءً. وَالْوَحاء: السُّرْعَةُ. والضَّحَاء: ارتفاع النهار، إذا ضممت قصرت، وإذا فتحت مددت.
والسِّحَاء: شَجَرٌ تأكله النحل فإذا أكلته ازداد عسلها طِيبًا. قال: وَكَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صديق: ابعث إِلَيَّ بِعَسَلٍ من عسل السِّحَاءِ.
1 / 42
والإخاء: من المؤاخاة. والرَّخاء: ضد الشدة. والرُّخَاءُ: الرِّيحُ السهلة، قال الله جل ذكره: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾ والسخاء: من الجود، والأداء من أداء المال والأمانة. والجداء: الغناء، يقال: ما أقل جداء فلان عني. والحُدَاء: صوت تساق به الإبل، والرِّدَاء: الملبوس، والعَدَاء: الظلم، قال الرَّاعِي:
كَتَبُوا الدُّهيم من العَدَاءِ لَمُسْرِفٍ
عَادٍ يُرِيدُ خِيَانَةً وَغُلُولا
وَالْعَدَاءُ: الشُّغْل، قال زُهَيْرٌ:
فَصَرَمَ حَبْلها إِذْ صَرَّمَتْهُ
وَعَادك أَنْ تُلَاقِيهَا العَدَاءُ
يقال منه: عداني عنك كذا وكذا؛ أي: شَغَلَنِي، ويقال: ما جئتك إلا على عُدَوَاء الشُّغل، قال ذو الرُّمَّة:
1 / 43
هَامَ الْفُؤَادُ بِذِكْرَاهَا وَخَامَرَهُ
مِنْهَا عَلَى عُدَوَاةِ الشُّغْلِ تَسْقِيم
ويقال: جِئْتُ على مركب ذي عُدْوَاءٍ، إذا لم تكن على طمأنينة. والعِدَاء: صَخْرٌ عَلَى القَبْرِ، قال أبو صخر الهذلي:
فَأَسْقَى صَدَى داود واللَّحْدُ دُونَهُ
وليس صدى تحت العِدَاء بِشَارِب
والغَدَاء: طَعَامُ الْغَدَاةِ. والعَشَاءُ: طعام العشى. والعِشَاءُ: من أول الليل إلى ثُلُثِهِ. والهِدَاءُ: هِداءُ الْعَرُوسِ إِلَى زَوْجِهَا، قال زهير:
فَإِنْ تَكُنِ النِّسَاءُ مُخَبَّآتٍ
فَحُقَّ لِكُلِّ مُحْصَنَةٍ هِدَاءُ
وَالنِّدَاءُ: مِنَ الدُّعَاءِ. وَالحِذَاء: النعل. والثَّرَاءُ: كَثْرَةُ المال، قال حاتم:
وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ لَوْ أَنَّ حَاتِمًا
يُرِيدُ ثَرَاءَ الْمَالِ كَانَ لَهُ وَفْرُ
1 / 44
والسَّرَاءُ: شَجَرٌ يَابِسٌ تُبْرَى مِنْهُ القِسى، قال أبو صخر الهذلي:
وَتَنَلْكَ أَظْفَارِي ويبركُ منسمي
بريَ القِسي مِنَ السَّرَاء الذَّابِلِ
والنِّدَاء: من المُجَالَسَةِ، يقال: نَادَيْتُ فلانًا؛ أي: جَالَسْتُهُ في النادي وبه سُمِّيَ المجلس النادي. والرِّدَاءُ: مِنْ رَادَى فلان فلانًا؛ أي: راماه، يقال: رديت ورميت بمعنى واحد. قال ابن حلزة:
وَكَأَنَّ المَنُونَ تَرَدَّى بنا أَرْ
عَنَ جونًا يَنْجَابُ عَنْهُ العَمَاءُ
والضَّراء: مِشْيَة احتيال. قال ابن أحمر:
مَشِيتُ لَهَا الضراء وقلتُ أَبْقَى
إذا عَزَّ ابْنُ عَمَّكَ أَنْ تَهُونَا
والضراء: كل ما وراك من جِدَارٍ أو شَجَرٍ. والعَرَاءُ:
1 / 45
الفَضَاءُ، قال الله جل ثناؤه: ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾.
والاعتزاء والانتماء والاجتراء: اجتراء الإبل بالرُّطْب عن الماء. والمِراء. والهُرَاء: وهو الكلام الكثير. قال ذو الرمة:
لَهَا بَشَرٌ مِثْلُ الْحَرِيرِ وَمنطقٌ
رَقِيقُ الْحَوَاشِي لَا هُرَاءٌ وَلَا نَزَرُ
والإزاء: مَصَبُّ الماء من بئرٍ إلى الحوض، قال امرؤ القيس:
فَرَمَاهَا فِي فَرَائِصِهَا
عَنْ إِزَاءِ الْحَوْضِ أَوْ عُقُرِه
وَالمَعزاء: الأرض الغليظة فيها حَصَى. والعَزَاء. والجَزَاء. والمَسَاء. والخِرْشَاء -وُهَو قِشْرُ البيض وغيره- والمِشَاءُ: كثرةُ المال، والرِّشَاءُ: الحَبْلُ، والانتشاء: السُّكْرُ. والطِرْمساء: الظلماء، قال ابن أحمر:
يَهْدِي الْأَنَامَ وَيَهْدِي اللَّهُ شِيمَتَهُ
فِي طِرْ مسِ الْأَمْرِ لا وَانٍ ولا وَكِل
1 / 46
والخِصَاء - وهو سَلُّ الْبَيْضَتَيْنِ- والوِجَاءُ: وهو رضُّهُمَا. وَرُوِيَ عَنْ رَسُولِ الله ﷺ أنه قال: " الصَّوْمُ وِجَاءُ أُمَّتِي " والقَضَاءُ والفَضَاءُ. والمَضَاء. والعَطَاءُ. والغِطَاءُ. والدُّعَاءُ. والرِّعَاءُ والوِّعَاءُ. والبِّغَاءُ: وهو الزنى، قال الله جل وعز: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ﴾.
يقال: بَغَتِ المرأَةُ، وهي تَبْغِي بِغَاءً إذا فَجَرَتْ، وهي امرأة بَغِيٌّ عَلَى فعيل، وَالْبَغيُّ: الأَمَةُ.
ويقال: بَغَى الرَّجُلُ الحاجةَ بَبْغِيهَا بُغَاءً، قال القُلاخ:
أَنَا الْقُلَاخُ فِي بُغَائِي مِقْسمًا
أَقْسَمْتُ لَا أَسْاَمُ حَتَّى يَسْأَمَا
مِقْسم: عَبْدٌ لَهُ. وتقول العرب: أَبْغِنِي كذا وكذا؛ أي: اطْلُبْهُ لِي، ويقال: أبغني كذا وكذا ابْغَاءً؛ أي: أَعْنِي عليه، وأَطْلُبُهُ معي.
والثُّغَاءُ: وهو صوت الشاء. والرُّغَاءُ: رُغَاءُ الإبل. والصُّغَاءُ: وهو صوت الكلب، وهو صوت فيه ضعف واستكانة. والبَوْغَاءُ: وهو دفاق التراب، والغَوْغَاءُ: وهم الذين لا خير فيهم من الناس. والجُفَاءُ: وهو ما حَمَلَ السَّيْلُ فَنَبَذَهُ، والانتماء: البُعْدُ. والنِّسَاءُ والكِسَاءُ.
1 / 47
والإِغْشَاءُ: الإِظْلَامُ. والجَفَاءُ: القَطِيعَةُ. والشفاء. والعِفَاءُ: وهو الوَبَرُ مِنْ كُلِّ ذي وبر، قال الطرماح يصف ديكًا:
وَيَا صُبحُ كَمِّش غُبَّرَ اللَيلِ مُصعِدًا
بِبَمِّ وَنَبِّه ذا العِفاءِ المُسَيحِ
قال أبو عمر: الرواية عن ثعلب: والموشح غبر الليل: بقاياه، والمسيح: المخطط، وبم يقال: إنها قصبة كرمان.
والصغاء: من صفاء الماء والمودة. والكفاء والإزاء: المثل والشبه، والسِّرَاء من قولك: ساريت فلانًا؛ أي: مشيت معه ليلًا أُسَارِيه مساراةً وسِرَاءً.
والجِرَاءُ: سِنُّ الجارية، يقال: جارية بَيِّنَةُ الجِرَاء كما يقال: غلام بَيِّنُ الغلومة. والإيزاء: الرفع، يقال: أَوْزَيْتُهُ إذا رفعته. قال أبو ذؤيب:
1 / 48
لِعَمْرو أبي عمرو لقد ساقه المنا
إلى جَدَثٍ يُوزى له بالأَهَاضِبِ
وَالْوَفَاء. والخِفَاءُ: الكِسَاءُ، قال عمر بن لجأ:
جَرَّ العَجُوزِ الثِّنَي مِن خِفَائِهَا
وَالْخَفَاءُ: ما يخفى. والاختفاء: الاستخراج، يقال: أخفيت الشيء الذي إذا استخرجتُهُ. والاستخفاء: التواري: والبقاء. واللِّقَاء. والشِّفَاءُ. والسِّقَاءُ. والاستقاء. والارتقاء - وهو الصُّعُود - والاعتقاء والاعتفاء. فأما الاعتقاء: فهو أن تَحَلَّ بعَقوه الرجل وَعَقْوته: فِنَاؤُهَ، والاعتفاء: أن تأتيه تطلب عفوه؛ أي: مَعْرُوفَهُ.
والاحتذاء. والافتراء والامتراء والافتراء الكذب. والامتراء: الشَّدُّ، والامتراء أيضًا: مَسَحَ الناقة أو الشاة لِتَدرَّا وإنما الأصلُ مَرَيْتُهُ أَمْرِيهِ مَرْيًا، ويقال: مَرَيْتُ وَامْتَرَيْتُ كما يقال: فَعَلْتُ وَافْتَعَلْتُ. والاحْتِبَاءُ: وهو أَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ بِفِنَائِهِ، والاجْتِبَاءُ: الاختيار، قال الله جل ثناؤه: ﴿فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ﴾.
1 / 49
قَالَ أَحْمَدُ بن عبد الله بن مسلم: ليس الاجتباء: الاختيار، تقول العرب: اجْتَبْتُ فُلَانًا إلى مَوَدَّتِي، وفلانٌ يَجْتَبِي فُلَانًا إِلَى نَفْسِهِ إِذَا قَرَّ بِهِ وَأَدْنَاهُ فَمَعْنَى اجْتَبَاهُ رَبُّهُ قَرَّ بِهِ إِلَى رَحْمَتِهِ. والدليل عَلَى ذلك قوله: ﴿فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾.
والاعتداء. والاهتداء. والاقتداء. والاجتداء: وهو أن تأتي الرجل تطلب جداه، والاستراء: وهو خلع الثوب والدرع، يقال: سرى ثَوْبَه ودرعه يسريه سرايةً ويسروه سَرْوًا واسْتَرَاهُ يَسْتَرِيهِ استِرَاءً. والاشتراء والاعتراء: وهو إتيانك الرجل؛ يقال: عَرَوْتُهُ، والاعتراءُ، والاعتراء: الركوبُ؛ يقال: عَروتُ الدابةَ واعتريتُها، واعتريتُ فُلَانًا بِسُوءٍ أَدْرَكْتُهُ، قال الله جل وعز: ﴿إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ﴾ والاكتساء والارتشاء. والاعتصاء: وهو أن يعتصى بالسيف أو بالعصا، يقال: عصى فلان بالسيف واعتصى به؛ أي: حمله معه.
1 / 50
قال أحمد بن عبد الله: ويقال في العصا عصوت بالعصا فأنا أعصوا إذا أضربت، قال جرير:
تَصِفُ السُّيُوفَ وَغَيرُكُم يَعصى بِها
يا ابنَ القُيونِ وَذاكَ فِعلُ الصَيقَلِ
والاختصاء. والارتضاء. والاقتضاء. والانتصاء. وهو انتضاء السيف من غِمْدِهِ؛ أي: سَلَّهُ، يقال: نَضَوتُ السَّيْفَ وانْتَضَيْتُهُ؛ أي: سللته من غِمْدِهِ، وكذلك: نضوت عني الثوب وانتضيته لذا ألقيته عني، والاختطاء: وهو الخطو، يقال: خطوت، واختطيت، قال ذو الرمة:
وَلا يَختَطيها الدَّهْرَ إِلَّا مُخاطِرُ
والابتغاء والارتغاء، فالابتغاء: الطلب، يقال: بغيت وابتغيت؛ أي: طلبت، والارتغاء: أن تؤخذ الرُّغْوةُ عَنِ اللبن، ومثلٌ يضرب للخائن يقال: " إِنَّ فُلَانًا يُسِرُّ حَسْوًا في ارتغاء " وذلك أَنَّ أحدهم كان يقول لصاحبه: أعطني لبنك هذا حتى أَحْتَسِي رغوته فيحتسي اللبن بسبب الرغوة فضربته العرب مَثَلًا لِكُلِّ خائن. والاكتفاء. والاستقاء. والاقتفاء: وهو أن يقتفي الأثر؛ أي: يطلبه.
1 / 51
يقال: قَفَوْتُ أَثَرَهُ وَاقْتَفَيْتُهُ؛ أي: طَلَبْتُهُ. والاقتفاء أيضًا: الإيثار على النفس، يقال: أقفيت فلانًا واقتفيته؛ أي: آثرته على نفس. والاتِّكَاء. والاشْتِكَاءُ. والمُكَاءُ والمُكَّاء: الصَّفِيرُ، قال الله جل وعز: ﴿إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ والتصدية: التصفيق باليدين، يقال منه: صَدَّى يُصدى تَصْدِيةً، قال عنترة:
وَحَلِيلِ غَانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلًا
تَمْكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الْأَعْلَمِ
والأعلم: المَشْقُوقُ الشفة العليا. والمُكَّاء: طائرٌ لا يغرد إلا في الربيع بين الرياض، قال أبو النجم:
حَتَّى إِذَا الْعَوْدُ اشْتَهَى الصَّبُوحَا
وَسَكَتَ الْمُكَّاءُ أَنْ يَصِيحَا
وَهَبَّتِ الْأَفْعَى بِأَنْ تَشِيحَا
يُرْوَى: تَسِيح وتشيح، فَمَنْ رَوَاهُ: تَسِيح، فإنما أَرَادَ أَنَّهَا تَنْسَابُ وَتَدب في الأرض من السِّيَاحَةِ، وَمَنْ رَوَاهُ: تُشِيح أَرَادَ أَنْ تَحْمِلَ عَلَى الإنسان، يقال: أَشَاحَ فلان على فلان يُشِيحُ
1 / 52
إشاحَةً؛ أي: حَمَلَ، وَأَشَاحَ يُشِيحُ إِشَاحَةً إِذَا حَذِرَ أيضًا، قَالَ أوس بن حجر:
أَوْدَى وَلَا تَنْفَعُ الإِشَاحَةُ مِنْ
أَمْرٍ لِمَنْ قَدْ يُحَاذِرُ الْبِدَعَا
البِدَعُ: الحَوَادِثُ. العَوْدُ: الشيخ. والصَّبُوحُ: شرب الغداة، والغَبُوقُ: شُرْب العَشِيِّ، والجَاشِرية: شُرْب السَّحَر، قال الشاعر:
إِذَا مَا شَرِبْتُ الجَاشِرية لَمْ أَخَفْ
أَمِيرًا، وَإِنْ كَانَ الْأَمِيرُ مِنَ الأَزْدِ
والبُّكَاءُ. والذَّكَاءُ: تمام السِّنِّ. والوِكَاءُ: وهو شِدَادُ السِّقَاء، قال طفيل:
وَلَا أَكُونُ وِكَاءَ الزَّادِ أَحْبِسُهُ
إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الزَّادَ مَاكُولُ
وَالْألاء: ضَربٌ مِنَ الشَّجَرِ مُرٌّ، يُقَالُ: إِنَّهُ الدِّفْلَى،
1 / 53