तंज़ीह अन्बिया
تنزيه الأنبياء
أن ملكا ظالما كان خلفهم وفي طريقهم عند رجوعهم على وجه لا انفكاك لهم منه ولا طريق لهم غير المرور به فخرق السفينة حتى لا يأخذها إذا عادوا عليه ويمكن أن يكون وراءهم على وجه الاتباع والطلب والله أعلم بمراده مسألة فإن قيل فما معنى قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها أوليس قد روي في الآثار أن بني إسرائيل رموه بأنه أدر الأدر المنتفخ الخصيتين وبأنه أبرص وأنه (ع) ألقى ثيابه على صخرة ليغتسل فأمر الله تعالى الصخرة بأن تسير فسارت وبقي موسى (ع) مجردا يدور في محافل بني إسرائيل حتى رأوه وعلموا أنه لا عاهة به الجواب قلنا ما روي في هذا المعنى ليس بصحيح وليس يجوز أن يفعل الله تعالى بنبيه (ع) ما ذكروه من هتك العورة ليبرئه من عاهة أخرى فإنه تعالى قادر على أن ينزهه مما قذفوه به على وجه لا يلحقه معه فضيحة أخرى وليس يرمي بذلك أنبياء الله تعالى من يعرف أقدارهم
والذي روي في ذلك من الصحيح معروف وهو أن بني إسرائيل لما مات هارون (ع) قذفوه بأنه قتله لأنهم كانوا إلى هارون (ع) أميل فبرأه الله تعالى من ذلك بأن أمر الملائكة بأن تحمل هارون (ع) ميتا فمرت به على محافل بني إسرائيل ناطقة بموته ومبرئة لموسى (ع) من قتله وهذا الوجه يروى عن أمير المؤمنين (ع)
وروي أيضا أن موسى (ع) نادى أخاه هارون فخرج من قبره فسأله هل قتلتك فقال لا ثم عاد إلى قبره وكل هذا جائز والذي ذكره الجهال غير جائز
داود (ع)
مسألة فإن قيل فما الوجه في قوله تعالى وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط
पृष्ठ 87