तंज़ीह अन्बिया

Al-Sharif al-Murtada d. 436 AH
30

أراد أن ريح الجنوب تميل أنوفها وتعطفها وقال الطرماح

عفائف أذيال أوان يصورها

هوى والهوى للعاشقين صؤر

ويقول القائل لغيره صر وجهك إلي أي أقبل به علي ومن حمل الآية على هذا الوجه لا بد أن يقدر محذوفا في الكلام يدل عليه سياق اللفظ ويكون تقدير الكلام خذ أربعة من الطير فأملهن إليك ثم قطعهن ثم اجعل على كل جبل منهن جزء وقال قوم إن معنى صرهن أي قطعهن وفرقهن واستشهدوا بقول توبة بن الحمير

فلما جذبت الحبل لطت نسوعه

بأطراف عيدان شديد أسورها

فأدنت لي الأسباب حتى بلغتها

بنهضي وقد كاد ارتقائي يصورها

وقال الآخر

يقولون إن الشام يقتل أهله

فمن لي إن لم آته بخلود

تغرب آبائي فهلا صراهم

من الموت إن لم يذهبوا وجدودي

أراد قطعهم والأصل صرى يصري صريا من قولهم يأت يصري في حوضه إذا استسقى ثم قطع والأصل صير فقدمت اللام وأخرت العين هذا قول الكوفيين وأما البصريون فإنهم يقولون إن صار يصير ويصور بمعنى واحد أي قطع ويستشهدون بالأبيات التي تقدمت وبقول الخنساء

فظلت الشتم منها وهي تنصار

وعلى هذا الوجه لا بد في الكلام من تقديم وتأخير ويكون التقدير فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن أي قطعهن فإليك من صلة خذ لأن التقطيع لا يعدى بإلى فإن قيل فما معنى قوله تعالى ثم ادعهن يأتينك سعيا وهل أمره بدعائهن وهن أحياء أو أموات وعلى كل حال فدعاؤهن قبيح لأن أمر ودعاء البهائم التي لا تعقل ولا تفهم قبيح وكذلك أمرهن وهن أعضاء متفرقة أظهر في القبح قلنا لم يرد ذلك إلا حال الحياة دون حال الفرق والتمزق وأراد بالدعاء الإشارة إلى تلك الطيور فإن الإنسان قد يشير إلى البهيمة بالمجيء والذهاب فتفهم عنه ويجوز أن يسمي ذلك دعاء إما على المجاز وقد قال أبو جعفر الطبري إن ذلك ليس بأمر ولا دعاء ولكنه عبارة

पृष्ठ 31