तंज़ीह अन्बिया

Al-Sharif al-Murtada d. 436 AH
179

والحال لا يقتضيها وهذا بين

القائم المهدي (صلوات الله وسلامه عليه)

إن قال قائل فما الوجه في غيبته (ع) واستتاره على الاستمرار والدوام حتى أن ذلك قد صار سببا لنفي ولادته وإنكار وجوده وكيف يجوز أن يكون إماما للخلق وهو لم يظهر قط لأحد منهم وآبائه (ع) وإن كانوا غير آمرين فيما يتعلق بالإمامة ولا ناهين فقد كانوا ظاهرين بارزين يفتون في الأحكام ويرشدون عند المعضلات لا يمكن أحد نفي وجودهم وإن نفى إمامتهم الجواب قلنا أما الاستتار والغيبة فسببهما إخافة الظالمين ومن أخيف على نفسه فقد أحوج إلى الاستتار ولم تكن الغيبة من ابتدائها على ما هي عليه الآن فإنه في ابتداء الأمر كان ظاهرا لأوليائه غائبا عن أعدائه ولما اشتد الأمر وقوي الخوف وزاد الطلب استتر عن الولي والعدو فليس ما ذكره السائل من أنه لم يظهر لأحد من الخلق صحيحا.

فأما كون ذلك سببا لنفي ولادته (ع)

فلم يكن سببا لشيء من ذلك إلا بالشبهة وضعف البصيرة والتقصير عن النظر الصحيح وما كان التقصير داعيا إليه والشبهة سببه من الاعتقادات وعلى الحق فيه دليل واضح باد لمن أراده ظاهر لمن قصده ليس يجب المنع في دار التكليف والمحنة منه ألا ترى أن تكليف الله تعالى من علم أنه يكفر قد صار سببا لاعتقادات كثيرة باطلة فالملحدون جعلوه طريقا إلى نفي الصانع والمجبرة جعلته طريقا إلى أن القبح منا لا يقبح من فعله تعالى وآخرون جعلوه طريقا إلى الشك والحيرة والدفع عن القطع على حكمه للقديم تعالى وكذلك الآلام بالأطفال والبهائم قد شك كثير من الناس منهم الثنوية وأصحاب التناسخ والبكرية والمجبرة ولم يكن دخول الشبهة بهذه الأمور على من قصر في النظر وانقاد إلى

पृष्ठ 180