तंज़ीह अन्बिया
تنزيه الأنبياء
عنه وبعض لطلب الدنيا وحطامها ونيل الرئاسات فيها فمن جمع بين الحالتين وسوى بين الوقتين كمن جمع بين المتضادين فكيف يقال هذا ويطلب منه (ع) من الإنكار على من تقدم مثل ما وقع منه (ع) متأخرا في صفين والجمل وكل من حارب معه (ع) في هذه الحروب إلا القليل كانوا قائلين بإمامة المتقدمين عليه (ع) وفيهم من يعتقد تفضيلهم على سائر الأمة فكيف يستنصره ويتقوى في إظهاره الإنكار على من تقدم بقوم هذه صفتهم وأين الإنكار على معاوية وطلحة وفلان وفلان من الإنكار على أبي بكر وعمر وعثمان لو لا الغفلة والعصبية ولو أنه (ع) لم يرج في حرب الجمل وصفين وسائر حروبه ظفرا أو خاف من ضرر في الدين عظيم هو أعظم مما ينكره لما كان إلا ممسكا محجما كسنته فيمن تقدم.
فأما البيعة
فإن أريد بها الرضا والتسليم فلم يبايع أمير المؤمنين (ع) القوم بهذا التفسير على وجه من الوجوه ومن ادعى ذلك كانت عليه الدلالة فإنه لا يجدها وإن أريد بالبيعة الصفقة وإظهار الرضا فذلك مما وقع منه (ع) لكنها بعد مطل شديد وتقاعد طويل علمهما الخاص والعام وإنما دعاه إلى الصفقة وإظهار التسليم ما ذكرناه من الأمور التي بعضها يدعو إلى مثل ذلك.
فأما حضور مجالسهم
فما كان (ع) ممن يتعمدها ويقصدها وإنما كان يكثر الجلوس في مسجد الرسول (ص) فيقع الاجتماع مع القوم هناك وذلك ليس بمجلس لهم مخصوص وبعد فلو تعمد حضور مجالسهم لينهى عن بعض ما يجري فيها من منكر فإن القوم قد كانوا يرجعون إليه في كثير من الأمور لجاز ولكان للحضور وجه صحيح له بالدين
पृष्ठ 138