तंज़ीह अन्बिया
تنزيه الأنبياء
فغير دال على توجهها إلى النبي (ص) ولا فيها ما يدل على أنه خطاب له (ص) بل هي خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه وفيها ما يدل عند التأمل على أن المعني بها غير النبي (ص) لأنه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات النبي (ص) في قرآن ولا خبر مع الأعداء المنابذين فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم وصفه بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء وهذا مما لا يصف به نبينا (ص) من يعرفه فليس هذا مشبها لأخلاقه (ص) الواسعة وتحننه على قومه وتعطفه وكيف يقول له وما عليك ألا يزكى وهو (ص) مبعوث للدعاء والتنبيه وكيف لا يكون ذلك عليه وكان هذا القول إغراء بترك الحرص على إيمان قومه وقد قيل إن هذه السورة نزلت في رجل من أصحاب رسول الله (ص) كان منه هذا الفعل المنعوت فيها ونحن إن شككنا في عين من نزلت فيه فلا ينبغي أن نشك في أنها لم يعن بها النبي (ص) وأي تنفير أبلغ من العبوس في وجوه المؤمنين والتلهي عنهم والإقبال على الأغنياء الكافرين والتصدي لهم وقد نزه الله تعالى النبي (ص) عما دون هذا في التنفير بكثير مسألة فإن قيل فما معنى قوله تعالى مخاطبا لنبيه (ص) لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وكيف يوجه هذا الخطاب إلى من لا يجوز عليه الشرك ولا شيء من المعاصي الجواب قد قلنا في هذه الآية إن الخطاب للنبي (ص) والمراد به أمته فقد
روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة
ومثل ذلك قوله تعالى يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن فدل قوله تعالى فطلقوهن على أن الخطاب توجه إلى غيره وجواب آخر أن هذا خبر يتضمن الوعيد وليس يمتنع أن يتوعد الله تعالى على العموم وعلى سبيل الخصوص من يعلم أنه لا يقع منه ما تناوله الوعيد لكنه لا بد من أن يكون مقدورا له وجائزا بمعنى الصحة
पृष्ठ 119