Tanzih al-Ashab ‘an Tanaqqus Abi Turab
تنزيه الأصحاب عن تنقص أبي تراب
प्रकाशक
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
शैलियों
ومنها أن المسلمين نفروا في زمانه إلى قتال المرتدين ثم إلى قتال الفرس والروم ولم يبق من المسلمين في المدينة إلا القليل فكان المسلمون في تلك الأقطار النائية عن المدينة يكتفون بسؤال من عندهم من الصحابة ويأخذون عنهم الحديث ولا يذهبون إلى الصديق ومن كان معه من الصحابة في المدينة.
ومنها أن المكثرين من الرواية عن النبي ﷺ من صغار الصحابة إنما كان جل روايتهم بواسطة كبار الصحابة كالصديق وعمر وغيرهما من كبار الصحابة وكانوا يكتفون بنسبة الحديث إلى النبي ﷺ ولا يذكرون الواسطة بينهم وبينه إلا قليلا لثقتهم بصحة ما نقل إليهم عنه ﷺ ولهذا تجدهم يقولون في أكثر رواياتهم: قال رسول الله ﷺ ولا يذكرون السماع من رسول الله ﷺ أو الرؤية لأفعاله إلا قليلا.
وقد ذكر الحافظ بن حجر في كتاب الإصابة في ترجمة أبي بكر الصديق ﵁ أنه روى عنه عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وابن عمرو وابن عباس وحذيفة وزيد بن ثابت وعقبة بن عامر ومعقل بن يسار وأنس وأبو هريرة وأبو أمامة وأبو برزة وأبو موسى وابنتاه عائشة وأسماء وغيرهم من الصحابة ﵃.
وروى عنه من كبار التابعين الصنابحي ومرة بن شراحبيل الطبيب وواسط البجلي وقيس بن أبي حازم وسويد بن غفلة وآخرون انتهى.
ويستفاد مما ذكره الحافظ ابن حجر من رواية هؤلاء عن أبي بكر الصديق ﵁ أنه قد حفظ عن النبي ﷺ أحاديث كثيرة جدا رواها عنه كثير من علماء الصحابة وكبار التابعين ولكن الصحابة ﵃ كانوا يكتفون بذكر النبي ﷺ ولا يذكرون الواسطة بينهم وبينه لأنهم كلهم أهل صدق وعدالة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب «الوابل الصيب»: "وهذا عبد الله بن عباس ﵄ حبر الأمة وترجمان القرآن مقدار ما سمع من النبي ﷺ لم يبلغ نحو العشرين حديثا الذي يقول فيه سمعت ورأيت. وسمع الكثير من الصحابة وبورك له في فهمه والاستنباط منه حتى ملأ الدنيا علما وفقها" انتهى..
وقد روى البزار عن ابن عباس ﵄ قال: "لما فتحت المدائن
31 / 64