Tanzih al-Ashab ‘an Tanaqqus Abi Turab
تنزيه الأصحاب عن تنقص أبي تراب
प्रकाशक
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
शैलियों
فعله ورضي بما صنع. وعن عائشة ﵂ قالت قال رسول الله ﷺ: " لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره" رواه الترمذي فعلم من هذا أن أبا بكر ﵁ كان أعلم الصحابة بالسنة وأقرأهم لكتاب الله تعالى.
وقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب عن عبد خير قال سمعت عليا ﵁ يقول: "رحم الله أبا بكر كان أول من جمع ما بين اللوحين".
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: "والمقصود أن رسول الله ﷺ قدم أبا بكر الصديق ﵁ إماما للصحابة كلهم في الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام العملية. قال الشيخ أبو الحسن الأشعري: "وتقديمه أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام".
قال: "وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة وأقرؤهم لما ثبت في الخبر المتفق على صحته بين العلماء أن رسول الله ﷺ قال: "يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنا فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم إسلاما" قال ابن كثير: "وهذا من كلام الأشعري ﵀ مما ينبغي أن يكتب بماء الذهب ثم قد اجتمعت هذه الصفات كلها في الصديق ﵁ وأرضاه" انتهى.
وقد تقدم قول ابن مسعود ﵁: "إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله" وفي هذا أبلغ رد على أبي تراب في قوله إن أبا بكر وعمر ماتا ولم يحفظا القرآن كله.. وأما قوله وقد حفظ أبو بكر من الأحاديث مائة واثنين وأربعين وعمر خمسمائة حديث وسبعة وثلاثين.
فجوابه أن يقال: وما يُدري أبا تراب أن أبا بكر وعمر ﵄ لم يحفظا من الأحاديث سوى ما ذكره. لقد أخطأ أبو تراب وأبعد عن الصواب في هذا القول الذي لم يتثبت فيه. ولو كان الأمر على ما زعمه لكان أبو بكر وعمر ﵄ من أقل الصحابة علما وهذا معلوم البطلان بالضرورة.
ويقال أيضا: من المعلوم أن أبا بكر الصديق ﵁ كان ملازما للنبي ﷺ منذ بعثه الله تعالى إلى أن توفاه وكان لا يفارقه في حضر ولا سفر. وكذلك عمر رضي عنه قد كان ملازما للنبي ﷺ منذ أسلم إلى أن توفي الله نبيه ﷺ وكان لهما من الاختصاص بالنبي ﷺ ما ليس لغيرهما فيبعد كل البعد أن تكون روايتهما عن
31 / 62