तनवीर अल-मिकबास
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
प्रकाशक स्थान
لبنان
فِي الْحبّ ﴿وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾ جهدتم ﴿فَلاَ تَمِيلُواْ﴾ بِالْبدنِ ﴿كُلَّ الْميل﴾ إِلَى الشَّابَّة ﴿فَتَذَرُوهَا﴾ الْأُخْرَى يَعْنِي الْمَرْأَة الْعَجُوز ﴿كالمعلقة﴾ كالمسجونة لَا أيم وَلَا ذَات بعل ﴿وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ﴾ تسووا وتتقوا الْميل والجور ﴿فَإِنَّ الله كَانَ غَفُورًا﴾ لمن تَابَ من الْميل والجور ﴿رَّحِيمًا﴾ على من مَاتَ على التَّوْبَة
﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا﴾ يَعْنِي الْمَرْأَة وَالزَّوْج بِالطَّلَاق ﴿يُغْنِ الله كُلًاّ﴾ يَعْنِي الزَّوْج وَالْمَرْأَة ﴿مِّن سَعَتِهِ﴾ من رزقه الزَّوْج بِامْرَأَة أُخْرَى وَالْمَرْأَة بِزَوْج آخر ﴿وَكَانَ الله وَاسِعًا﴾ لَهما فِي النِّكَاح ﴿حَكِيمًا﴾ فِيمَا حكم عَلَيْهِمَا من الْعدْل وَكَانَ لأسعد بن ربيع امْرَأَة أُخْرَى شَابة يمِيل إِلَيْهَا فَنَهَاهُ الله عَن ذَلِك وَأمره بالتسوية بَين الْعَجُوز والشابة
﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات﴾ من الخزائن ﴿وَمَا فِي الأَرْض﴾ من الخزائن وَغير ذَلِك ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذين أُوتُواْ الْكتاب﴾ أعْطوا الْكتاب ﴿مِن قَبْلِكُمْ﴾ يَعْنِي أهل التَّوْرَاة فِي التَّوْرَاة وَأهل الْإِنْجِيل فِي الْإِنْجِيل وَأهل كل كتاب فِي كِتَابهمْ ﴿وَإِيَّاكُمْ﴾ يَا أمة مُحَمَّد فِي كتابكُمْ ﴿أَنِ اتَّقوا الله﴾ أطِيعُوا الله ﴿وَإِن تَكْفُرُواْ﴾ بِاللَّه ﴿فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات﴾ من الْمَلَائِكَة جنود ﴿وَمَا فِي الأَرْض﴾ من الْجِنّ وَالْإِنْس وَغير ذَلِك جنود ﴿وَكَانَ الله غَنِيًّا﴾ عَن إيمَانكُمْ ﴿حَمِيدًا﴾ لمن وحد وَيُقَال مَحْمُودًا فِي أَفعاله يشْكر الْيَسِير وَيجْزِي الجزيل
﴿وَللَّه مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض﴾ من الْخلق ﴿وَكفى بِاللَّه وَكِيلًا﴾ رَبًّا
﴿إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾ يهلككم ﴿أَيُّهَا النَّاس وَيَأْتِ بِآخَرِينَ﴾ يخلق خلقا خيرا مِنْكُم وأطوع لله ﴿وَكَانَ الله على ذَلِك﴾ على إهلاككم وتخليق غَيْركُمْ ﴿قَدِيرًا﴾
﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا﴾ مَنْفَعَة الدُّنْيَا بِعَمَلِهِ الَّذِي افترضه الله عَلَيْهِ ﴿فَعِندَ الله ثَوَابُ الدُّنْيَا﴾ فليعمل لله فَإِن ثَوَاب الدُّنْيَا ﴿وَالْآخِرَة﴾ بيد الله ﴿وَكَانَ الله سَمِيعًا﴾ لمقالكم ﴿بَصيرًا﴾ بأعمالكم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذين آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لله﴾ يَقُول كونُوا قَوْلَيْنِ بِالْعَدْلِ فِي الشَّهَادَة ﴿وَلَوْ على أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدين والأقربين﴾ فِي الرَّحِم ﴿إِن يَكُنْ﴾ الْوَالِدَان ﴿غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَالله أولى بِهِمَا﴾ أَحَق بحقيهما ﴿فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهوى أَن تَعْدِلُواْ﴾ أَن لَا تعالو سوى الشَّهَادَة ﴿وَإِن تَلْوُواْ﴾ تلجلجوا ﴿أَوْ تُعْرِضُواْ﴾ لَا تُقِيمُوا الشَّهَادَة عِنْد الْحُكَّام ﴿فَإِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ من كتمان الشَّهَادَة وإقامتها ﴿خَبِيرا﴾ نزلت فِي مقيس ابْن حبابة كَانَت عِنْده شَهَادَة على أَبِيه
﴿يَا أَيُّهَا الَّذين آمَنُواْ﴾ يَوْم الْمِيثَاق وَكَفرُوا بعد ذَلِك ﴿آمِنُواْ﴾ الْيَوْم ﴿بِاللَّه وَرَسُولِهِ﴾ وَيُقَال سماهم بأسماء آبَائِهِم يَعْنِي يَا أَبنَاء الَّذين آمنُوا نزلت هَذِه الْآيَة فِي عبد الله بن سَلام وَأسد وَأسيد ابْني كَعْب وثعلبة بن قيس وَسَلام ابْن أُخْت عبد الله بن سَلام وَسَلَمَة ابْن أَخِيه ويامين ابْن يَامِين فَهَؤُلَاءِ مؤمنو أهل التَّوْرَاة نزل فيهم يأيها الَّذين آمَنُواْ بمُوسَى والتوراة آمَنُواْ بِاللَّه وَرَسُولِهِ مُحَمَّد ﴿وَالْكتاب الَّذِي نَزَّلَ على رَسُولِهِ﴾ مُحَمَّد يَعْنِي الْقُرْآن ﴿وَالْكتاب الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ﴾ من قبل مُحَمَّد وَالْقُرْآن على سَائِر الْأَنْبِيَاء ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّه وَمَلآئِكَتِهِ﴾ أَو بملائكته ﴿وَكُتُبِهِ﴾ أَو بكتبه ﴿وَرُسُلِهِ﴾ أَو برسله ﴿وَالْيَوْم الآخر﴾ أَو بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت ﴿فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلًا بَعِيدًا﴾ فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة دخلُوا فِي الْإِسْلَام
ثمَّ نزل فِي الَّذين لم يُؤمنُوا بِمُحَمد وَالْقُرْآن فَقَالَ
1 / 82