442

तनवीर अल-मिकबास

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

प्रकाशक स्थान

لبنان

وَهَذَا الْعَذَاب لأنكم قُلْتُمْ فِي الدُّنْيَا للأنبياء هم سحرة ﴿أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ﴾ لَا تعقلون يَقُول الله
﴿اصلوها﴾ ادخلوها يَعْنِي النَّار ﴿فَاصْبِرُوا﴾ على عَذَابهَا ﴿أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ﴾ على عَذَابهَا ﴿سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ﴾ الْجزع وَالصَّبْر ﴿إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وتقولون فِي الدُّنْيَا
ثمَّ بَين مُسْتَقر الْمُؤمنِينَ أبي بكر وَأَصْحَابه فَقَالَ ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾ فِي بساتين ﴿وَنَعِيمٍ﴾ دَائِم
﴿فَاكِهِينَ﴾ معجبين ﴿بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ﴾ بِمَا أَعْطَاهُم رَبهم فِي الْجنَّة ﴿وَوَقَاهُمْ﴾ دفع عَنْهُم ﴿رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيم﴾ عَذَاب النَّار فَيَقُول الله لَهُم
﴿كُلُواْ﴾ من ثمار الْجنَّة ﴿وَاشْرَبُوا﴾ من أنهارها ﴿هَنِيئًَا﴾ بِلَا دَاء وَلَا إِثْم وَلَا موت ﴿بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وتقولون فِي الدُّنْيَا
﴿مُتَّكِئِينَ﴾ جالسين ﴿على سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ﴾ قد صف بَعْضهَا إِلَى بعض ﴿وَزَوَّجْنَاهُم﴾ قرناهم فِي الْجنَّة ﴿بِحُورٍ﴾ بجوار بيض ﴿عِينٍ﴾ عِظَام الْأَعْين حسان الْوُجُوه
﴿وَالَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن وَصَدقُوا بإيمَانهمْ ﴿وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ﴾ بِإِيمَان الذُّرِّيَّة فِي الدُّنْيَا ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ﴾ بِالْآبَاءِ ﴿ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ فِي الْآخِرَة فِي دَرَجَة آبَائِهِم وَيُقَال وَالَّذين آمنُوا بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن يدخلهم الْجنَّة وأتبعتهم ذُرِّيتهمْ الصغار فِي درجاتهم بِإِيمَان الذُّرِّيَّة يَوْم الْمِيثَاق ألحقنا بهم بِالْآبَاءِ يَقُول ألحقنا بدرجات الْآبَاء ذُرِّيتهمْ المدركين إِذا كَانَت دَرَجَة آبَائِهِم أرفع ﴿وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾ يَقُول لم ننقص من دَرَجَة الْآبَاء وثوابهم لأجل إِلْحَاق الذُّرِّيَّة بهم ﴿كل امْرِئ بِمَا كَسَبَ﴾ من الذُّنُوب ﴿رَهَينٌ﴾ مُرْتَهن فيفعل الله بهم مَا يَشَاء
﴿وَأَمْدَدْنَاهُم﴾ أعطيناهم يَعْنِي أهل الْجنَّة فِي الْجنَّة ﴿بِفَاكِهَةٍ﴾ بألوان الْفَاكِهَة ﴿وَلَحْمٍ﴾ أَي لحم طير ﴿مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ يتمنون
﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا﴾ يتعاطون فِي الْجنَّة ﴿كَأْسًا﴾ خمرًا ﴿لاَّ لَغْوٌ فِيهَا﴾ لَا وجع للبطن من شربهَا ﴿وَلاَ تَأْثِيمٌ﴾ لَا إِثْم عَلَيْهِم فِي شربهَا وَيُقَال لَا لَغْو فِيهَا لَا بَاطِل فِيهَا وَلَا حلف فِي الْجنَّة وَلَا تأثيم لَا يشْتم وَلَا يكذب بَعضهم بَعْضًا
﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ﴾ فِي الْخدمَة ﴿غِلْمَانٌ﴾ وصفاء ﴿لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ﴾ فِي الصفاء ﴿لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ﴾ قد كن من الْحر وَالْبرد والقر
﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ﴾ فِي الزِّيَارَة ﴿يَتَسَآءَلُونَ﴾ يتحدثون من أَمر الدُّنْيَا
﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ﴾ قبل دُخُول الْجنَّة ﴿فِي أَهْلِنَا﴾ مَعَ أهلنا فِي الدُّنْيَا ﴿مُشْفِقِينَ﴾ خَائِفين من عَذَاب الله
﴿فَمَنَّ الله عَلَيْنَا﴾ بالمغفرة وَالرَّحْمَة وَدخُول الْجنَّة ﴿وَوَقَانَا﴾ دفع عَنَّا ﴿عَذَابَ السمُوم﴾ عَذَاب النَّار
﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ﴾ من قبل الْمَغْفِرَة وَالرَّحْمَة ﴿نَدْعُوهُ﴾ نعبده ونوحده ﴿إِنَّهُ هُوَ الْبر﴾ الصَّادِق فِي قَوْله فِيمَا وعد لنا ﴿الرَّحِيم﴾ بعباده الْمُؤمنِينَ إِذْ رحمنا
﴿فَذَكِّرْ﴾ فعظ يَا مُحَمَّد ﴿فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ﴾ بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام ﴿بِكَاهِنٍ﴾ تخبر بِمَا فِي الْغَد ﴿وَلاَ مَجْنُونٍ﴾ لَا تختنق
﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ بل يَقُولُونَ كفار مَكَّة أَبُو جهل والوليد بن الْمُغيرَة وَأَصْحَابه ﴿شَاعِرٌ﴾ يتقوله من تِلْقَاء نَفسه ﴿نَّتَرَبَّصُ بِهِ﴾ نَنْتَظِر بِهِ ﴿رَيْبَ الْمنون﴾ أوجاع الْمَوْت
﴿قل﴾ يَا مُحَمَّد لأبى جهل والوليد بن الْمُغيرَة وَأَصْحَابه ﴿تَرَبَّصُواْ﴾ انتظروا موتِي ﴿فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ المتربصين﴾ من المنتظرين بكم الْعَذَاب فعذبوا يَوْم بدر
﴿أم تَأْمُرهُمْ﴾ أتأمرهم ﴿أحلامهم﴾ أى عُقُولهمْ ﴿بِهَذَا﴾ التَّكْذِيب والشتم والأذى بِمُحَمد ﷺ وَهَذِه طعنة لَهُم من الله ﴿أَمْ هُمْ﴾ بل هم ﴿قَوْمٌ طَاغُونَ﴾ كافرون عالون فِي مَعْصِيّة الله
﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ بل يَقُولُونَ كفار مَكَّة ﴿تَقَوَّلَهُ﴾ تخلق وَكذب مُحَمَّد ﷺ وَالْقُرْآن من تِلْقَاء نَفسه ﴿بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ بِمُحَمد ﷺ فِي علم الله
﴿فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ﴾ فليجيئوا بقرآن مثل قُرْآن مُحَمَّد ﷺ من تِلْقَاء أنفسهم ﴿إِن كَانُواْ صَادِقِينَ﴾ أَن مُحَمَّدًا تَقوله من تِلْقَاء

1 / 444