तनवीर अल-मिकबास
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
प्रकाशक स्थान
لبنان
﴿فَأنى لَهُمْ﴾ فَمن أَيْن لَهُم ﴿إِذَا جَآءَتْهُمْ﴾ قيام السَّاعَة ﴿ذِكْرَاهُمْ﴾ التَّوْبَة
﴿فَاعْلَم﴾ يَا مُحَمَّد ﴿أَنَّهُ لاَ إِلَه إِلاَّ الله﴾ لَا ضار وَلَا نَافِع وَلَا مَانع وَلَا معطي وَلَا معز وَلَا مذل إِلَّا الله وَيُقَال فَاعْلَم أَنه لَيْسَ شَيْء فَضله كفضل لَا إِلَه إِلَّا الله ﴿واستغفر لِذَنبِكَ﴾ يَا مُحَمَّد من ضرب الْيَهُودِيّ زيد بن السمين ﴿وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات﴾ ولذنوب الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ﴿وَالله يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ﴾ ذهابكم ومجيئكم وَأَعْمَالكُمْ فِي الدُّنْيَا ﴿وَمَثْوَاكُمْ﴾ مصيركم ومنزلكم فِي الْآخِرَة
﴿وَيَقُول الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن وهم المخلصون ﴿لَوْلاَ﴾ هلا ﴿نُزِّلَتْ سُورَةٌ﴾ جِبْرِيل بِسُورَة تمنوا ذَلِك من اشتياقهم إِلَى ذكر الله وطاعته ﴿فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ﴾ جِبْرِيل بِسُورَة ﴿مُّحْكَمَةٌ﴾ مبينَة بالحلال وَالْحرَام وَالْأَمر وَالنَّهْي ﴿وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَال﴾ أَمر فِيهَا بِالْقِتَالِ ﴿رَأَيْتَ الَّذين فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ﴾ شكّ ونفاق ﴿يَنظُرُونَ إِلَيْكَ﴾ نَحْوك عِنْد ذكرك الْقِتَال ﴿نَظَرَ المغشي عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْت﴾ كمن هُوَ فِي غشيان الْمَوْت من كَرَاهِيَة قِتَالهمْ مَعَ الْعَدو ﴿فَأولى لَهُمْ﴾ وَعِيد لَهُم من عَذَاب الله
﴿طَاعَةٌ﴾ يَقُول هَذَا من الْمُؤمنِينَ طَاعَة لله وَلِرَسُولِهِ ﴿وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ﴾ كَلَام حسن وَيُقَال طَاعَة الْمُنَافِقين لله وَلِرَسُولِهِ وَقَول مَعْرُوف كَلَام حسن لمُحَمد ﷺ خير لَهُم من الْمعْصِيَة والمخالفة والكراهية وَيُقَال أطِيعُوا طَاعَة الله وَقُولُوا قولا مَعْرُوفا لمُحَمد ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمر﴾ جد الْأَمر وَظهر الْإِسْلَام وَكثر الْمُسلمُونَ ﴿فَلَوْ صَدَقُواْ الله﴾ يَعْنِي الْمُنَافِقين بإيمَانهمْ وجهادهم ﴿لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾ من الْمعْصِيَة
﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ﴾ فلعلكم يَا معشر الْمُنَافِقين تتمنون إِن توليتم أَمر هَذِه الْأمة بعد النبى ﷺ ﴿أَن تُفْسِدُواْ فِي الأَرْض﴾ بِالْقَتْلِ والمعاصي وَالْفساد ﴿وتقطعوا أَرْحَامَكُمْ﴾ بِإِظْهَار الْكفْر
﴿أُولَئِكَ﴾ المُنَافِقُونَ ﴿الَّذين لَعَنَهُمُ الله﴾ هم الَّذين طردهم الله من كل خير ﴿فَأَصَمَّهُمْ﴾ عَن الْحق وَالْهدى ﴿وأعمى أَبْصَارَهُمْ﴾ عَن الْحق وَالْهدى
﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن﴾ أَفلا يتفكرون بِالْقُرْآنِ مَا نزل فيهم ﴿أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ﴾ أم على قُلُوب الْمُنَافِقين أقفالًا لَا يعْقلُونَ مَا نزل فيهم
﴿إِنَّ الَّذين ارْتَدُّوا على أَدْبَارِهِمْ﴾ رجعُوا إِلَى دين آبَائِهِم وهم الْيَهُود ﴿مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهدى﴾ التَّوْحِيد وَالْقُرْآن وَصفَة مُحَمَّد ﷺ ونعته فِي الْقُرْآن ﴿الشَّيْطَان سَوَّلَ لَهُمْ﴾ زين لَهُم الرُّجُوع إِلَى دينهم ﴿وأملى لَهُمْ﴾ الله أمهلهم إِذْ لم يُهْلِكهُمْ
﴿ذَلِك﴾ الارتداد ﴿بِأَنَّهُمْ قَالُواْ﴾ يَعْنِي الْيَهُود ﴿لِلَّذِينَ كَرِهُواْ﴾ وهم المُنَافِقُونَ جَحَدُوا فِي السِّرّ ﴿مَا نزل الله﴾ بِهِ جِبْرِيل على مُحَمَّد ﷺ ﴿سَنُطِيعُكُمْ﴾ سنعينكم يَا معشر الْمُنَافِقين ﴿فِي بَعْضِ الْأَمر﴾ أَمر مُحَمَّد ﷺ بِلَا إِلَه إِلَّا الله إِن كَانَ لَهُ ظُهُور علينا ﴿وَالله يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ﴾ إسرار الْيَهُود مَعَ الْمُنَافِقين
﴿فَكَيْفَ﴾ يصنعون ﴿إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَة﴾ قبضتهم الْمَلَائِكَة يَعْنِي الْيَهُود ﴿يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ﴾ بمقامع من حَدِيد ﴿وأدبارهم﴾ ظُهُورهمْ
﴿ذَلِك﴾ الضَّرْب والعقوبة ﴿بِأَنَّهُمُ اتبعُوا مَآ أَسْخَطَ الله﴾ من الْيَهُودِيَّة ﴿وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ﴾ جَحَدُوا توحيده ﴿فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ فَأبْطل حسناتهم فِي الْيَهُودِيَّة وَيُقَال نزل من قَوْله ﴿إِنَّ الَّذين ارْتَدُّوا على أدبارهم﴾ إِلَى هَهُنَا فِي شَأْن الْمُنَافِقين الَّذين رجعُوا من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة مرتدين عَن دينهم وَيُقَال نزل فِي شَأْن الحكم بن أبي الْعَاصِ الْمُنَافِق وَأَصْحَابه الَّذين شاوروا فِيمَا بَينهم يَوْم الْجُمُعَة فى أَمر الْخلَافَة بعد النبى ﷺ إِن ولينا أَمر هَذِه الْأمة نَفْعل كَذَا وَكَذَا كَانُوا يشاورون فِي هَذَا وَالنَّبِيّ يخْطب وَلَا يَسْتَمِعُون إِلَى خطبَته حَتَّى قَالُوا بعد ذَلِك لعبد الله بن مَسْعُود مَاذَا قَالَ النبى ﷺ الْآن على الْمِنْبَر استهزاء مِنْهُم
﴿أَمْ حَسِبَ﴾ أيظن ﴿الَّذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شكّ ونفاق ﴿أَن لَّن يُخْرِجَ الله أَضْغَانَهُمْ﴾ أَن لن يظْهر الله عداوتهم وبغضهم لله
1 / 429