तनवीर अल-मिकबास
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
प्रकाशक स्थान
لبنان
يَقُول لم أكن عنْدك بدعائي يَا رب خائبا
﴿وَإِنِّي خِفْتُ الموَالِي﴾ يَعْنِي الْوَرَثَة ﴿مِن وَرَآئِي﴾ أَن لَا يكون من بعدِي وَارِث يَرث حبورتي ومكاني وَيُقَال قلت ورثتي إِن قَرَأت بِنصب الْخَاء وَكسر الْفَاء ﴿وَكَانَتِ امْرَأَتي﴾ صَارَت امْرَأَتي حنة أُخْت أم مَرْيَم بنت عمرَان بن ماثان ﴿عَاقِرًا﴾ عقيمًا من الْوَلَد ﴿فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ﴾ من عنْدك ﴿وَلِيًّا﴾ ولدا
﴿يَرِثُنِي﴾ يَرث حبورتي ومكاني ﴿وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ إِن كَانَ لَهُم حبورة وَملك وَكَانَ آل يَعْقُوب أخوال يحيى ﴿واجعله رَبِّ رَضِيًّا﴾ مرضيا صَالحا
فناداه جِبْرِيل فَقَالَ ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ﴾ بِولد ﴿اسْمه يحيى﴾ يُسمى يحيى باحيائه رحم أمه ﴿لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا﴾ أَي لم نجْعَل لزكريا من قبل يحيى سميًا ولدا يُسمى يحيى وَيُقَال لم يكن قبل يحيى أحد يُسمى يحيى
﴿قَالَ﴾ زَكَرِيَّا لجبريل ﴿رَبِّ﴾ يَا رب وسيدي ﴿أَنى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾ من أَيْن يكون لي ولد ﴿وَكَانَتِ امْرَأَتي﴾ صَارَت امْرَأَتي ﴿عَاقِرًا﴾ عقيمًا من الْوَلَد ﴿وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكبر عِتِيًّا﴾ يبوسًا وَيُقَال سني اثْنَان وَسَبْعُونَ سنة إِن قَرَأت بِكَسْر الْعين
﴿قَالَ﴾ لَهُ جِبْرِيل ﴿كَذَلِك﴾ هَكَذَا كَمَا قلت لَك ﴿قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾ أَي خلقه هُوَ عَليّ هَين ﴿وَقَدْ خَلَقْتُكَ﴾ وَقد جعلتك يَا زَكَرِيَّا ﴿مِن قَبْلُ﴾ من قبل يحيى ﴿وَلَمْ تَكُ شَيْئًا﴾
﴿قَالَ رَبِّ﴾ يَا رب ﴿اجْعَل لي آيَةً﴾ عَلامَة إِذا حبلت امْرَأَتي ﴿قَالَ آيَتُكَ﴾ علامتك ﴿أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاس﴾ لَا تقدر أَن تكلم النَّاس ﴿ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا﴾ صَحِيحا بِلَا خرس وَلَا مرض
﴿فَخَرَجَ على قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَاب﴾ من الْمَسْجِد ﴿فَأوحى إِلَيْهِمْ﴾ فَأَشَارَ إِلَيْهِم وَيُقَال كتب لَهُم على الأَرْض ﴿أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ صلوا لَهُ غدْوَة وَعَشِيَّة
﴿يَا يحيى﴾ قَالَ الله ليحيى بعد مَا بلغ وَأدْركَ ﴿خُذِ الْكتاب﴾ اعْمَلْ بِمَا فِي الْكتاب التَّوْرَاة ﴿بِقُوَّةٍ﴾ بجد ومواظبة النَّفس ﴿وَآتَيْنَاهُ﴾ أعطيناه يَعْنِي يحيى ﴿الحكم﴾ الْفَهم وَالْعلم ﴿صَبِيًّا﴾ فِي صغره
﴿وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا﴾ أعطيناه رَحْمَة من عندنَا لِأَبَوَيْهِ ﴿وَزَكَاةً﴾ صَدَقَة لَهما وَيُقَال صلاحا فِي دينه ﴿وَكَانَ تَقِيًّا﴾ مُطيعًا لرَبه
﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ﴾ لطيفًا بِوَالِديهِ ﴿وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا﴾ فِي دينه قتالًا فِي الْغَضَب ﴿عَصِيًّا﴾ عَاصِيا لرَبه
﴿وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ﴾ سَلامَة ومغفرة وسعادة منا على يحيى ﴿يَوْمَ وُلِدَ﴾ حِين ولد ﴿وَيَوْمَ يَمُوتُ﴾ حِين يَمُوت ﴿وَيَوْمَ يُبْعَثُ﴾ حِين يبْعَث من الْقَبْر ﴿حَيا﴾
﴿وَاذْكُر﴾ يَا مُحَمَّد ﴿فِي الْكتاب﴾ فِي الْقُرْآن ﴿مَرْيَمَ﴾ خبر مَرْيَم ﴿إِذِ انتبذت﴾ انْفَرَدت وتنحت ﴿من أَهلهَا مَكَانا شرقيا﴾ مشرقة دَرَاهِم
﴿فاتخذت مِن دُونِهِم﴾ فَأَرختْ من دون أَهلهَا ﴿حِجَابًا﴾ سترا لكَي تَغْتَسِل فِيهِ من الْحيض ﴿فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ﴾ بعد مَا فرغت ﴿رُوحَنَا﴾ رَسُولنَا جِبْرِيل ﴿فَتَمَثَّلَ لَهَا﴾ فتشبه لَهَا ﴿بَشَرًا سَوِيًّا﴾ فِي صُورَة شَاب لم ينقص
﴿قَالَتْ﴾ مَرْيَم ﴿إِنِّي أَعُوذُ﴾ أمتنع ﴿بالرحمن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا﴾ مُطيعًا للرحمن وَيُقَال التقي كَانَ اسْم رجل سوء فظنت أَنه هُوَ ذَلِك الرجل فَمن ذَلِك تعوذت مِنْهُ
﴿قَالَ﴾ لَهَا جِبْرِيل ﴿إنمآ أَنا رَسُول رَبك لأَهَبَ لَكِ﴾ لكَي يهب الله لَك ﴿غُلاَمًا زَكِيًّا﴾ ولدا صَالحا
﴿قَالَتْ﴾ مَرْيَم لجبريل ﵇ ﴿أَنى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾ من أَيْن يكون لي ولد
1 / 254