तनवीर अल-मिकबास
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
प्रकाशक स्थान
لبنان
مهل وهينة وَترسل ﴿وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ بَيناهُ تبيانًا وَيُقَال نزلنَا جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ تَنْزِيلا مُتَفَرقًا آيَة وآيتين وَثَلَاثًا وَكَذَا وَكَذَا
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿آمِنُواْ بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ ﴿أَوْ لاَ تؤمنوا﴾ وَهَذَا وَعِيد لَهُم ﴿إِنَّ الَّذين أُوتُواْ الْعلم﴾ أعْطوا الْعلم بِالتَّوْرَاةِ بِصفة مُحَمَّد ﷺ ونعته ﴿مِن قَبْلِهِ﴾ من قبل الْقُرْآن ﴿إِذَا يُتْلَى﴾ يقْرَأ ﴿عَلَيْهِمْ﴾ الْقُرْآن ﴿يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ﴾ على الْوُجُوه ﴿سُجَّدًا﴾ يَسْجُدُونَ لله
﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ﴾ نزهوا الله عَن الْوَلَد وَالشَّرِيك ﴿إِن كَانَ﴾ قد كَانَ ﴿وَعْدُ رَبِّنَا﴾ فِي مبعث مُحَمَّد ﷺ ﴿لمفعولا﴾ كَائِنا صدقا
﴿ويخرون للأذقان﴾ للسُّجُود و﴿يَبْكُونَ﴾ فِي السُّجُود ﴿وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ تواضعًا نزلت فِي عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه
﴿قُلِ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿ادعوا الله أَوِ ادعوا الرَّحْمَن أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأسمآء الْحسنى﴾ الصِّفَات الْعليا مثل الْعلم وَالْقُدْرَة والسمع وَالْبَصَر فَادعوهُ بهَا ﴿وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ﴾ يَقُول لَا تجْهر بصوتك بِقِرَاءَة الْقُرْآن فِي صَلَاتك لكَي لَا يُؤْذِيك الْمُشْركُونَ ﴿وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا﴾ وَلَا تسر بِقِرَاءَة الْقُرْآن فَلَا تسمع أَصْحَابك ﴿وابتغ﴾ اطلب ﴿بَيْنَ ذَلِك﴾ بَين الرّفْع والخفض ﴿سَبِيلًا﴾ طَرِيقا وسطا
﴿وَقُلِ الْحَمد لِلَّهِ﴾ الشُّكْر والألوهية لله ﴿الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا﴾ من الْمَلَائِكَة والآدميين فيرث ملكه ﴿وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْملك﴾ فيعاديه ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ﴾ معِين ﴿مَّنَ الذل﴾ من أهل الذل يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى وهم أذلّ النَّاس وَيُقَال لم يذل حَتَّى يحْتَاج إِلَى ولي من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين ﴿وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ يَعْنِي عظمه تَعْظِيمًا عَن مقَالَة الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين وَالله أعلم بأسرار كِتَابه
وَمن السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا الْكَهْف وَهِي كلهَا مَكِّيَّة غير آيَتَيْنِ مدنيتين ذكر فيهمَا عُيَيْنَة بن حصن الْفَزارِيّ وآياتها مائَة واحدى عشرَة وكلماتها ألف وَخَمْسمِائة وَسبع وَسِتُّونَ وحروفها سِتَّة آلَاف وَأَرْبَعمِائَة وَسِتُّونَ حرفا
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿الْحَمد لِلَّهِ﴾ يَقُول الشُّكْر لله والإلهية لله ﴿الَّذِي أنزل على عَبده﴾ مُحَمَّد ﷺ ﴿الْكتاب﴾ جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا﴾ لم ينزله مُخَالفا للتوراة وَالْإِنْجِيل وَسَائِر الْكتب بِالتَّوْحِيدِ وَصفَة مُحَمَّد ﷺ ونعته نزلت فِي شَأْن الْيَهُود حِين قَالُوا الْقُرْآن مُخَالف لسَائِر الْكتب
﴿قَيِّمًا﴾ على الْكتب وَيُقَال مُسْتَقِيمًا ﴿لِّيُنْذِرَ﴾ مُحَمَّد ﷺ بِالْقُرْآنِ ﴿بَأْسًا﴾ عذَابا ﴿شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ﴾ من عِنْده ﴿وَيُبَشِّرَ﴾ مُحَمَّد بِالْقُرْآنِ ﴿الْمُؤمنِينَ﴾ المخلصين ﴿الَّذين يَعْمَلُونَ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾ ثَوابًا كَرِيمًا فِي الْجنَّة
﴿مَّاكِثِينَ فِيهِ﴾ مقيمين فِي الثَّوَاب لَا يموتون وَلَا يخرجُون ﴿أبدا﴾
﴿وينذر﴾ مُحَمَّد ﷺ بِالْقُرْآنِ ﴿الَّذين قَالُواْ اتخذ الله وَلَدًا﴾ يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَبَعض الْمُشْركين
﴿مَّا لَهُمْ بِهِ﴾ من مقالتهم ﴿مِنْ عِلْمٍ﴾ من حجَّة وَلَا بَيَان ﴿وَلاَ لآبَائِهِمْ﴾ كَانَ علم ذَلِك ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً﴾ عظمت كلمة الشّرك ﴿تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾ تظهر على أَفْوَاههم ﴿إِن يَقُولُونَ﴾ مَا يَقُولُونَ ﴿إِلاَّ كَذِبًا﴾ على الله
﴿فَلَعَلَّكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿بَاخِعٌ نَّفْسَكَ﴾ قَاتل نَفسك
1 / 243