232

तनवीर अल-मिकबास

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

प्रकाशक स्थान

لبنان

﴿وَإِنْ أَسَأْتُمْ﴾ أشركتم بِاللَّه ﴿فَلَهَا﴾ فعلَيْهَا عُقُوبَة ذَلِك فَكَانُوا فِي النَّعيم وَالسُّرُور وَكَثْرَة الرِّجَال وَالْعدَد وَالْغَلَبَة على الْعَدو مِائَتَيْنِ وَعشْرين سنة قبل أَن يُسَلط عَلَيْهِم قطوس ﴿فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الْآخِرَة﴾ آخر الفسادين وَآخر العذابين ﴿ليسوؤوا﴾ ليقبحوا ﴿وُجُوهكُم﴾ بِالْقَتْلِ والسبي يَعْنِي قطوس بن أسبيانوس الرُّومِي ﴿وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِد﴾ بَيت الْمُقَدّس ﴿كَمَا دَخَلُوهُ أول مرّة﴾ بخْتنصر وَأَصْحَابه ﴿وَلِيُتَبِّرُواْ﴾ يخربوا ﴿مَا عَلَوْاْ﴾ مَا ظَهَرُوا عَلَيْهِ ﴿تَتْبِيرًا﴾ تخريبًا
﴿عَسى رَبُّكُمْ﴾ لَعَلَّ ربكُم ﴿أَن يَرْحَمَكُمْ﴾ بعد ذَلِك ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ﴾ إِلَى الْفساد ﴿عُدْنَا﴾ إِلَى الْعَذَاب وَيُقَال إِن عدتم إِلَى الْإِحْسَان عدنا إِلَى الرَّحْمَة ﴿وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ سجنًا ومحبسا
﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآن يِهْدِي﴾ يدل ﴿لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ أصوب شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَيُقَال أبين ﴿وَيُبَشِّرُ الْمُؤمنِينَ﴾ المخلصين بإيمَانهمْ ﴿الَّذين يَعْمَلُونَ الصَّالِحَات﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ ثَوابًا عَظِيما وافرًا فِي الْجنَّة
﴿وَأَن الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت ﴿أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ وجيعًا فِي الْآخِرَة
﴿ويدع الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي النَّضر ابْن الْحَارِث ﴿بِالشَّرِّ﴾ باللعن وَالْعَذَاب على نَفسه وَأَهله ﴿دُعَآءَهُ بِالْخَيرِ﴾ كدعائه بالعافية وَالرَّحْمَة ﴿وَكَانَ الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي النَّضر ﴿عَجُولًا﴾ مستعجلًا بِالْعَذَابِ
﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْل وَالنَّهَار آيَتَيْنِ﴾ علامتين يَعْنِي الشَّمْس وَالْقَمَر ﴿فَمَحَوْنَآ آيَةَ اللَّيْل﴾ ضوء آيَة اللَّيْل يَعْنِي الْقَمَر ﴿وَجَعَلْنَآ﴾ تركنَا ﴿آيَةَ النَّهَار مُبْصِرَةً﴾ يَعْنِي الشَّمْس مبصرة مضيئة ﴿لِتَبْتَغُواْ﴾ لكَي تَطْلُبُوا ﴿فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ﴾ بِطَلَب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ﴿وَلِتَعْلَمُواْ﴾ لكَي تعلمُوا بِزِيَادَة الْقَمَر ونقصانه ﴿عَدَدَ السنين والحساب﴾ حِسَاب الْأَيَّام والشهور ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ﴾ من الْحَلَال وَالْحرَام وَالْأَمر وَالنَّهْي ﴿فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾ بَيناهُ فِي الْقُرْآن تبيينًا
﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ﴾ ألزقناه ﴿طَآئِرَهُ﴾ كتاب إجَابَته فِي الْقَبْر لمنكر وَنَكِير ﴿فِي عُنُقِهِ﴾ وَيُقَال خَيره وشره لَهُ أَو عَلَيْهِ وَيُقَال سعادته وشقاوته لَهُ أَو عَلَيْهِ ﴿وَنُخْرِجُ لَهُ﴾ نظهر لَهُ ﴿يَوْمَ الْقِيَامَة كِتَابًا يَلْقَاهُ﴾ يعطاه ﴿مَنْشُورًا﴾ مَفْتُوحًا فِيهِ حَسَنَاته وسيئاته
وَيُقَال لَهُ ﴿اقْرَأ كَتَابَكَ كفى بِنَفْسِكَ الْيَوْم عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ شَهِيدا بِمَا عملت
﴿مَّنِ اهْتَدَى﴾ آمن ﴿فَإِنَّمَا يَهْتَدي﴾ يُؤمن ﴿لِنَفْسِهِ﴾ ثَوَاب ذَلِك ﴿وَمَن ضَلَّ﴾ كفر ﴿فَإِنَّمَا يَضِلُّ﴾ يجب ﴿عَلَيْهَا﴾ على نَفسه عُقُوبَة ذَلِك ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ لَا تحمل حاملة ذَنْب أُخْرَى بِطيبَة النَّفس وَلَكِن يحمل عَلَيْهَا بِالْقصاصِ وَيُقَال لَا تُؤْخَذ نفس بذنب نفس أُخْرَى وَيُقَال لَا تعذب نفس بِغَيْر ذَنْب ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ﴾ قوما بِالْهَلَاكِ ﴿حَتَّى نَبْعَثَ﴾ إِلَيْهِم ﴿رَسُولا﴾ لَا تخاذ الْحجَّة عَلَيْهِم
﴿وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا﴾ جبابرتها ورؤساءها بِالطَّاعَةِ إِن قَرَأت بِنصب الْألف مخففًا وَيَقُول كَثرْنَا رؤساءها وجبابرتها وأغنياءها إِن قَرَأت بِفَتْح الْألف ممدودًا وَيُقَال سلطنا جبابرتها ورؤساءها إِن قَرَأت بِفَتْح الْألف وَتَشْديد الْمِيم ﴿فَفَسَقُواْ فِيهَا﴾ فعملوا فِيهَا بِالْمَعَاصِي ﴿فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْل﴾ وَجب القَوْل عَلَيْهَا بِالْعَذَابِ ﴿فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ فأهلكناها إهلاكا
﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُون﴾ الْمَاضِيَة

1 / 234