155

तनवीर हवालिक

تنوير الحوالك شرح موطأ مالك

प्रकाशक

المكتبة التجارية الكبرى

प्रकाशक स्थान

مصر

[٥٤٥] مَالك أَنه بلغه أَن رَسُول الله ﷺ توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَذَا الحَدِيث لَا أعلمهُ يرْوى على هَذَا النسق بِوَجْه من الْوُجُوه غير بَلَاغ مَالك هَذَا وَلكنه صَحِيح من وُجُوه مُخْتَلفَة وَأَحَادِيث شَتَّى جمعهَا مَالك ووفاته يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَابِتَة من حَدِيث أنس فِي الصَّحِيح وَلَا خلاف بَين الْعلمَاء فِيهِ واما دَفنه يَوْم الثُّلَاثَاء فمختلف فِيهِ قلت روى بن سعد فِي الطَّبَقَات عَن بن شهَاب أَن رَسُول الله ﷺ توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ حِين زاغت الشَّمْس وروى من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت توفّي رَسُول الله ﷺ يَوْم الْإِثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عشرَة مَضَت من ربيع الأول وروى من حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب قَالَ اشْتَكَى رَسُول الله ﷺ يَوْم الْأَرْبَعَاء لليلة بقيت من صفر وَتُوفِّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عشرَة مَضَت من ربيع الأول وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء وَرُوِيَ أَيْضا عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسَعِيد بن الْمسيب أَنه توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء وَرُوِيَ عَن عِكْرِمَة قَالَ توفّي رَسُول الله ﷺ يَوْم الْإِثْنَيْنِ فحبس بَقِيَّة يَوْمه وَلَيْلَته وَمن الْغَد حَتَّى دفن من اللَّيْل وَرُوِيَ عَن أبي بن عَبَّاس بن سهل أَبِيه عَن جده قَالَ توفّي رَسُول الله ﷺ يَوْم الْإِثْنَيْنِ فَمَكثَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء حَتَّى دفن يَوْم الْأَرْبَعَاء قَالَ بن كثير القَوْل بِأَنَّهُ دفن يَوْم الثُّلَاثَاء غَرِيب وَالْمَشْهُور عَن الْجُمْهُور أَنه دفن لَيْلَة الْأَرْبَعَاء وروى بن عسد عَن مُحَمَّد بن قيس أَن رَسُول الله ﷺ اشْتَكَى يَوْم الْأَرْبَعَاء لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من صفر فاشتكى ثَلَاث عشرَة لَيْلَة وَتُوفِّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول وَصلى النَّاس عَلَيْهِ أفذاذا لَا يؤمهم أحد وَصله الْبَيْهَقِيّ عَن بن عَبَّاس وَابْن سعد عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ وَرَوَاهُ عَن سعيد بن الْمسيب وَغَيره قَالَ بن كثير وَهُوَ أَمر مجمع عَلَيْهِ لَا خلاف فِيهِ قَالَ وَاخْتلف فِي تَعْلِيله فَقيل هُوَ من بَاب التَّعَبُّد الَّذِي يعسر تعقل مَعْنَاهُ وَقيل ليباشر كل وَاحِد الصَّلَاة عَلَيْهِ مِنْهُ اليه وَقَالَ الْعقيلِيّ ان الله أخبر أَنه وَمَلَائِكَته يصلونَ عَلَيْهِ وَأمر كل وَاحِد من الْمُؤمنِينَ ان يُصَلِّي عَلَيْهِ فَوَجَبَ على كل أحد أَن يُبَاشر الصَّلَاة عَلَيْهِ مِنْهُ اليه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ بعد مَوته من هَذَا الْقَبِيل قَالَ وَأَيْضًا فَإِن الْمَلَائِكَة لنا فِي ذَلِك أَئِمَّة انْتهى وَقَالَ الشَّافِعِي فِي الْأُم ذَلِك لعظم أَمر رَسُول الله ﷺ وتنافسهم فِيمَن يتَوَلَّى الصَّلَاة عَلَيْهِ وصلوا عَلَيْهِ مرّة بعد مرّة وروى بن سعد عَن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن أبي طَالب عَن عَليّ أَنه قَالَ لما وضع رَسُول الله ﷺ على السرير لَا يقوم عَلَيْهِ أحد هُوَ إمامكم حَيا وَمَيتًا فَكَانَ يدْخل النَّاس رسلًا رسلًا فيصلون عَلَيْهِ صفا صفا لَيْسَ لَهُم إِمَام وَيُكَبِّرُونَ وعي قَائِم بحيال رَسُول الله ﷺ يَقُول السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته اللَّهُمَّ إِنَّا نشْهد أَن قد بلغ مَا أنزل إِلَيْهِ ونصح لأمته وجاهد فِي سَبِيل الله حَتَّى أعز الله دينه وتمت كَلمته اللَّهُمَّ فاجعلنا مِمَّن يتبع مَا أنزل إِلَيْهِ وثبتنا بعده واجمع بَيْننَا وَبَينه فَيَقُول النَّاس آمين حَتَّى صلى عَلَيْهِ الرِّجَال ثمَّ النِّسَاء ثمَّ الصّبيان وَظَاهر هَذَا ان المُرَاد بقوله وَصلى النَّاس عَلَيْهِ مَا ذهب إِلَيْهِ جمَاعَة أَنه ﷺ لم يصل عَلَيْهِ الصَّلَاة الْمُعْتَادَة وَإِنَّمَا كَانَ النسا يأْتونَ فَيدعونَ وَيَتَرَحَّمُونَ قَالَ الْبَاجِيّ وَوَجهه أَنه ﷺ أفضل من كل شَهِيد والشهيد يُغْنِيه فَضله عَن الصَّلَاة عَلَيْهِ فَهُوَ ﷺ أولى قَالَ وَإِنَّمَا فَارق الشَّهِيد فِي الْغسْل لِأَن الشَّهِيد حذر من غسله إِزَالَة الدَّم عَنهُ وَهُوَ مَطْلُوب بَقَاؤُهُ لطيبه وَلِأَنَّهُ عنوان بِشَهَادَتِهِ فِي الْآخِرَة وَلَيْسَ على النَّبِي ﷺ مَا يكره إِزَالَته عَنهُ فَافْتَرقَا وَقَالَ بن سعد أَيْضا أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عمر حَدثنِي مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ قَالَ وجدت هَذَا فِي صحيفَة بِخَط أبي فِيهَا لما كفن النَّبِي ﷺ وَوضع على سَرِيره دخل أَبُو بكر وَعمر فَقَالَا السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ومعهما نفر من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار قدر مَا يسع الْبَيْت فَسَلمُوا كَمَا سلم أَبُو بكر وَعمر وهما فِي الصَّفّ الأول حِيَال رَسُول الله اللَّهُمَّ إِنَّا نشْهد أَن قد بلغ مَا أنزل إِلَيْهِ ونصح لأمته وجاهد فِي سَبِيل الله حَتَّى أعز الله دينه وتمت كَلِمَاته فأومن بِهِ وَحده لَا شريك لَهُ فاجعلنا يَا إلهنا مِمَّن يتبع القَوْل الَّذِي أنزل مَعَه واجمع بَيْننَا وَبَينه حَتَّى يعرفنا وتعرفه بِنَا فَإِنَّهُ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رؤفا رحِيما لَا نبغي بِالْإِيمَان بَدَلا وَلَا نشتري بِهِ ثمنا أبدا فَيَقُول النَّاس آمين آمين ثمَّ يخرجُون وَيدخل آخَرُونَ حَتَّى صلوا عَلَيْهِ الرِّجَال ثمَّ النِّسَاء ثمَّ الصّبيان فَلَمَّا فرغوا من الصَّلَاة تكلمُوا فِي مَوضِع قَبره وَأخرج بن عبد الْبر من حَدِيث سَالم بن عبيد أَنهم قَالُوا لأبي بكر هَل يصلى على الْأَنْبِيَاء قَالَ يَجِيء قوم فيكبرون وَيدعونَ وَيَجِيء آخَرُونَ حَتَّى يفرغ النَّاس فَقَالَ نَاس يدْفن عِنْد الْمِنْبَر وَقَالَ آخَرُونَ يدْفن بِالبَقِيعِ فجَاء أَبُو بكر الصّديق فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول مَا دفن نَبِي قطّ إِلَّا فِي مَكَانَهُ الَّذِي توفّي فِيهِ فحفر لَهُ فِيهِ وَصله بن سعد من طَرِيق دَاوُد بن الْحصين عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس وَمن طَرِيق هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَذكر بَعضهم ان هَذَا أول اخْتِلَاف وَقع بَين الصَّحَابَة فَلَمَّا كَانَ عِنْد غسله أَرَادوا نزع قَمِيصه الحَدِيث وَصله أَبُو دَاوُد من حَدِيث يحيى بن عباد عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَابْن ماجة من حَدِيث بُرَيْدَة
[٥٤٦] عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَنه قَالَ كَانَ بِالْمَدِينَةِ رجلَانِ الحَدِيث وَصله بن سعد من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة واخرج عَن أبي طَلْحَة قَالَ اخْتلفُوا فِي الشق واللحد للنَّبِي ﷺ فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ شَقوا كَمَا يحْفر أهل مَكَّة وَقَالَت الْأَنْصَار الحدوا كَمَا نحفر بأرضنا فَلَمَّا اخْتلفُوا فِي ذَلِك قَالُوا اللَّهُمَّ خر لنبيك ابْعَثُوا إِلَى أبي عُبَيْدَة والى أبي طَلْحَة فَأَيّهمَا جَاءَ قبل الآخر فَيعْمل عمله فجَاء أَبُو طَلْحَة فَقَالَ وَالله إِنِّي لأرجو أَن يكون الله قد خار لنَبيه أَنه كَانَ يرى اللَّحْد فيعجبه واخرج بن سعد وَابْن ماجة عَن بن عَبَّاس قَالَ لما أَرَادوا أَن يحفروا لرَسُول الله ﷺ كَانَ بِالْمَدِينَةِ رجلَانِ كَانَ أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح يضرح كحفر أهل مَكَّة وَكَانَ أَبُو طَلْحَة زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ هُوَ الَّذِي يحْفر لأهل الْمَدِينَة وَكَانَ يلْحد فَدَعَا الْعَبَّاس رجلَيْنِ فَقَالَ لأَحَدهمَا اذْهَبْ إِلَى أبي عُبَيْدَة وَقَالَ للْآخر اذْهَبْ إِلَى أبي طَلْحَة اللَّهُمَّ خر لِرَسُولِك فَوجدَ صَاحب أبي طَلْحَة أَبَا طَلْحَة فجَاء بِهِ فألحد لَهُ
[٥٤٧] مَالك أَنه بلغه أَن أم سَلمَة زوج النَّبِي ﷺ كَانَت تَقول مَا صدقت بِمَوْت رَسُول الله ﷺ حَتَّى سَمِعت وَقع الكرازين أَي الْمساحِي جمع كرزين قَالَ بن عبد الْبر لَا أحفظه عَن أم سَلمَة مُتَّصِلا وَإِنَّمَا هُوَ عَن عَائِشَة قلت رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ عَن بن أبي سُبْرَة عَن الجليس بن هِشَام عَن عبد الله بن وهب عَن أم سَلمَة نَحوه وَقَول عَائِشَة أخرجه بن عسد من طَرِيق عبد الله بن أبي بكر عَن أَبِيه عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت اعلمنا بدفن رَسُول الله ﷺ حَتَّى مَعنا صَوت الْمساحِي لَيْلَة الاربعاء فِي السحر

1 / 180