قال الشاعر : متى يبلغ البنيان يوما تعامه 5 إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم () مثال أضر: مث التدبير مع الله كرجل جاء إلى رمال متراكمة فوضع عليها بناءه( فجاعت العواصف فنسفت الرمال فهدم ما بنى ، كما قيل : وعهودهم بلرمل قد درست . ولذاك لا يبنى على الرمل ( مثال آخر مث المدبر مع الله كمث ولد سافر مع والده فساروا ليلا ، والأب لإشفاق عطى الولد يراقبه من حيث لا يراه الولد ، والولد لا يرى الوالد للظالمة الحائلة بينهما ، والولد مهموم بلمر نفسه كيف يفعل في شأنه ؟ فإذا طلع القعر وراى قرب الأب منه سكن جأشه وهدأ روعه ؛ لأنه رأى قرب اليه منه فاغنني بندبيره له عن ندبيره لنفسه ، كذلك المدبر مع الله لنفسه إنما دبر لأنه في ليل القطعة فلم يشهد قرب الله يت من بحر الطويل .
(2) في المشطوط ( ز5) والصعيح العثبت.
(3) البيت من بحر الكلمل التنوير في إسقاط التدبير فلو طلع فمر النوحيد أو شمس المعرفة لرأى فرب الحق سبحانه فاسنصى أن بدبر معه، واغذى بددبير الله له عن ندبير ه لنفسه مثال أخر: لتدبير شجرة ننسقى بماء سوء الظن بالله وشعرتها القطعة عن الله ؛ إذ لو حسن العبد ظنه بربه لمانت شجرة التدبير من ظبه لانفطاع غذانها ، وإنما كان ثعرتها القطعة عن الله لأن من دبر لنفسه فقد اكنفى بعقله ورضى بندبيره واعحنال حلى وجوده ، فعفوبته أن يحال عليه وأن يمنع واردات المنن أن نصل اليه مثال آخر: مث المدبر مع الله كعبد أرسله السيد الى بلد ليصنع له بها قماشا ، فدغل العبد نلك البلدة فقال : أين أسكن؟ ومن لتزوج؟ فاشنغل بذلك وصرف همته لما هنالك وعطل ما لمره به السيد حتى دعاه السيد إليه ، فجزاؤه من السيد أن جازاه القطعة ووجود الحجبة لاشتغاله بأمر نفسه عن حق سيده ، كذلك أنت أيها العؤمن أخرجك الحق إلى هذه الدار ولمرك فيها بخدمنه وقام لك بوجود التدبير منه(1) ، فإن اشتغلت بتدبير نفسك عن حق سيدك فقد عدلت عن سبيل الهدى وسلكت مسلك الردى.
مثال آخر: مش المدبر مع الله والذي لا يدبر كعبدين للملك ، أما أحدهما فعشتغل بأوام سيده لا يلتفت إلى ملبس ولا ملكل بل إنما همته خدمة السيد ، فأغفله ذلك عن النفرغ لعظوظ نفسه ، وعبد أخر كيفما طلبه سيده وجده في خسل ثيابه وسياس ركوبه وتحسين زيه ، فالعبد الأول أولى بإقبال السيد من العبد الثانى المشتغل حظوظ نفسه ومهماتها عن حقوق سيده ، والعبد إنما اشنرى للسيد لا لنفسه ، كذلك 1) وفي العديث القدسى : «ابن آدم غلقتك لأجلى ، وغلقت الأشياء كلها لأجك، فلا تشتغل بعا هو لك عما أنت له» الحديث بماه 168 التنوير في إسقاط التدبي العبد البصير لا نراه إلا مشغولا بحقوق الله ومراقبة أوامره عن محاب نفسه ومهمانها، فلما كان كذلك قام له الحق سبحانه بكل أمره وتوجه إليه بجزيل عطانه لصدقه في توكله (ومن يتوكل على الله فهو حسنبه) االطلاق :3] والغافل ليس كذلك ، لا تجده إلا في تحصيل أسباب دنياه ، وفي الأشياء التى توصله إلى هواه قائما بوجود التدبير من نفسه لنفسه محالا عليها مقطوعا بها (1) عن وجود حسن لئقة وصدق النوكل مثال آخر: مثال التدبير مع الله كالظل المنبسط في عدم اسنواء الشعس ، فإذا لسدو الشعس فني ذلك الظل المنبسط حتى لا يبقى منه إلا بقية رسع لا نمحوه المقابلة كذلك شمس المعرفة إذا قابلت القلوب محت منها وجود التدبير إلا بقاء رسم من تدبير العبد أبقى فيه لتجرى عليه التكاليف مثال آشر مث المدبر مع الله لنفسه كرجل باع دارا أو عبدا ثم بعد المبايعة واثباتها جاء البانع للعشترى فقال له : لا تبن فيها شيئا أو اهدم منها بيت كذا أو افعل فيها كذا ، أو جاء البائع ليفعل ذلك فيقال له : أنت قد بعت وليس لك بعد البيع تصرف فيما بعته إذ ليس بعد المبايعة منازعة، وقد قال سبحانه : (إن اللة الشترى من المومنين انفسهم وأموالهم) االتوبة :111] فعلى المؤمن أن يسلم نفسسه لله وم انتسب إليها لأنه أنشأها ولأنه اشنراها ، ومن التسليم ترك التدبير لما أنت له مسل كما بيناه. وأما الرزق فمثال رزق العبد في هذه الدار كمث سيد قال لعبده : الزم هذه الدار قانما فيما بخدمة كذا ، فلع يكن السيد يأمره بذلك إلا وهو يطعمه ويكسوه ويقوم له بوجود الكفاية ولا يهمله من الرعاية ، كذلك العبد امره الله في الدنيا بالطاعة والموافقة وضمن له وجود القسمة ، فليقم العبد بخدمنه ، فإن السيد قانع عليه بعنته ، (1) في العخطوط (به) والعثيت الصعيح.
التنوير في إسقاط القدبير قال الله سبحانه: (وأمر أفلك بالصلاة واصنطبر عليها لا نسنلك رزقا نعن نرزقك والعلقبة للتقوى) إطه : 132]، وقد تقدم بيانه مفال آشر: مث العبد مع الله في هذه الدنيا كالطفل مع أمه ولع تكن الأم لندع ولدها من كفالتها ولا أن تخرجه عن رعايتها ، كذلك المؤمن مع الله قانع له الحق بحسن الكفالة صهو سائق إليه المنن ودافع عنه المحن ، رأى رسول الله صلعم امرأة معها ولدها ففال : «لترون هذه طارحة ولدها في النار?» قالوا: لا يا رل اصلله، قال صلم : «الله ارء بعبده العومن من هذه بولدها» مثال آخر: مث العبد في الدنيا كمث عبد قال له سيده : اذهب الى ارض كذا وكذا ولحكم لمرك لأن(1) تسافر من نك الأرض في برية عكدا، وخذ أهبنك وعديك، فا أذن له السيد في ذلك فمعلوم انه قد أباح له أن يأكل ما يستعين به على إقامة بنيته ليسعى في طلب العدة وليقوم بوجود الأهبة ، كذلك العبد أوجده الحق سبحانه في هذ لدار وأمره أن يتزود منها لمعاده فقال : (وتزودوا فبن خير الزاد التقوى) [البقرة : 197] ، فمعلوم أنه إذا أمره بالزاد للآخرة فقد أباح له أن يأخذ من الدنيا ما يستعين به على نزوده واستعداده وتأهبه لمعاده.
مثال آخر: مث العبد مع الله كمث سيد له بستان أمر عبده أن يكون فيه غارسا وزارع وقانما بمصلحته، فإن كان ذلك العبد عين أمر بذلك قام بما طلبه السيد منه لا ي عنه فليس للسيد أن(2) يلومه ولا منع(3) إياه من أكله من ذلك البستان ، فإنه إذا أكل (1) في المخطوط (لا) والصعيح (لأن) أى : عتى أن تسافر منها إلى برية هذا.
(2) لفظة (لن) سلقطة من العخطوط (3) في المغطوط (مانع) والعنيت الصعيح .
التنوير في إسقاط التدبيد منه عمل فيه لكن على العبد أن يلكل ما يستعين به على الغدمة ، وأن لا يأكل أكل النمنع والنشهى مثال آخر: منل العبد مع الله كمل ولد غرس غرسا كنيرا، وبنى ربعا(1) كبير ا فقيل له: لمن فعلت هذا؟ فقال : لولد عساه أن يحدث لى، فهيأ للولد ما يحداج إليه قبل كون حبا منه فيه ، أفنرى إذا أعد له الأب قبل وجوده المنعه إياه بعد وجوده? كذلك العبد مع الله هيأ له الحق سبحانه المنة من قبل أن يدخله في هذه الدار لأن المنة سابقة لوجودك ان فهمت ، ألا ترى أنه سبق عطاؤه إياك وجودك ومنته عليك قبل ظهورك إذ هو أعطى في الأزل قبل أن يكون العبد ويكون منه عمل ، فما قمه لك فى الأزل وادخره لك ليس بمانعه عنك ، أيهيي لك قبل الوجود ويمنعك لما وجدت ? مثال أغر: مث العبد مع الله كمش أجير أتى به ملك إلى داره ولمره بأن بعمل له عملا، فما كان الملك ليأتى بالأجير ويستخدمه في هذه الدار وينركه من غير نغذية إذ هو لكرع من ذلك ، كذلك العبد مع الله ، فالدنيا دار الله، والأجير هو لنت ، والعمل هو الطاعة ، والأجرة هي الجنة ، ولع يكن ليأمرك بالعمل ولا يسوق لك ما به نسدعين عليه.
مثال آشر مث العبد مع الله كمل ضيف نزل على ملك كريعم في داره فحق على ذلاك الضيف أن لا يهتح بصأكل ولا مشرب ، لأنه إن فعل ذلك كان تهمة للملك وسوء ظن منه به، وقد تقدم ذلك من قول الشيخ أبى مدين - رضى الله عنه : كذلك الدنيا دار الله والعباد فيها ضيوفه ، ولم يكن سبحانه ليأمرنا بالضيافة على لسان رسولهلعم الربع : الدار بعينها عيث كانت ، وجمعها : رباع . تمختار الصحاح .
التنوير في إسقلط التدبير ويكون لها تاركا، فالمهنع فيها بمأكل ومشرب ممقوت في نظر الملك؛ إذ لولا شك فى الله ما كان يهع بشأنه مثال أخر مث العبد مع الله كم عبد أمره الملك أن يقيم في أرض كذا ويحارب العدو الذي هنالك وأن يبذل عزمه في مجاهدته وأن يدوم على محاربنه، فمعلوم لنه إذا أمره الملك بذلك أنه ينيح له أن يأكل من (1) نثك البلدة ومخازنها بالأمانة ليستعين بذلك على محاربة العدو الذي أمره الملك بمحاربته (2) ، كذلك العباد أمرهم الحق سبحانه بعحاربة الشيطان بقوله : (وجاهذوا في الله عق جهاده) [الحج :78]، وقال: (إن الشيطان لكم عدو فلتخذوه عدوا) إفاطر :6] فلما أمرهم بعحاربته أنن لهم ان ينتاولوا من مننه ما يستعينون به على محاربة الشيطان ؛ إذ لو تركت الماكل والعشرب لع يمكنك أن نقوم بطاعنه ولا أن تنهض بخدمنه، فقد تضمن أمر الملك بالمجاهدة إباحة تناول ما هو منسوب للملك مما هو معد لك على طريق الأمانة محفوفا بالصيانة (3) مثال آخر: مث العبد مع الله كشجرة غرسها غارسها طالبا نموها ونتاجها ، فهل علمت الشجرة - إن يكن لها علم - أو علمنا ذلك فيها أنه ما كان ليغرسها ويمنعها السقيا ? كيف وهو حريص على نتلجها مريد لنمائها ؟ كذلك أنت ايها العبد شجرة اللك غارسك وهو ساقيك في كل وقت قانم لك بوجود التغذية ، فلا تتهمه أن يغرس شجرة وجودك نح يمنعك السقيا بعد الغرس ، فإنه ليس بفاعل.
अज्ञात पृष्ठ